كشفت مصادر حقوقية عن وفاة أحد المعتقلين السوريين في “سجن رومية” اللبناني، نتيجة الإهمال الصحي والظروف السيئة التي يمرون بها، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن سبب الوفاة إصابته بفيروس “كورونا” المتفشي داخل السجن، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في حال لم يتم التحرك وضمان سلامة المعتقلين ومن بينهم السوريين.
وذكرت المصادر الحقوقية، أن “المواطن السوري محمود فرح من منطقة القصير بريف حمص، والذي كان على وشك إنهاء محكوميته وإطلاق سراحه، حيث عاش فترة طويلة من الإهمال الطبي والصحي، وعانى من صعوبات ناجمة عن تردي الأوضاع والخدمات ومستوى النظافة وسوء التغذية”.
وقال المحامي اللبناني “محمد زياد جعفيل” في تصريحات خاصة لـSY24، إن “السجون لدينا في لبنان تعاني من اكتظاظ رهيب، ومع تفشي الكورونا زادت المشكلة وانتقلت العدوى للسجون، وهذه المصيبة لحقت بمساجين كثر وعدد الإصابات كبيرة”.
وأضاف “جعفيل”، أن “القضاة يعملون جاهدين على إصدار قرارات إخلاء، سبيل لبعض الموقوفين، إلا أن المشكلة اصابت كافة المساجين بمن فيهم اللبنانيين وهم يقيمون في ذات الزنازين”.
وأشار إلى أن “المساجين السوريين إما موقوفون أو محكومون، ولا يوجد فصل بينهم وبين أي جنسية أخرى”، مؤكدا أن الوفيات داخل السجن “أغلبها كورونا في هذه الفترة، وقد أصيب أيضا قوى الأمن”.
وعن الحلول المقترحة للحد من وقوع كارثة داخل السجن، قال “جعفيل”: إن “من هو خارج السجون ليس بيده أي حل فما بالك بالمساجين، خاصة وأن نسبة تفشي الكورونا كبير حاليا في لبنان، والقطاعات الاستشفائية دقت ناقوس الخطر”.
ولفت الانتباه إلى أنه “منذ فترة عاد الحديث عن إصدار قوانين عفو و تخفيف من العقوبات، لكن لم يتم التصديق عليه من أجل الاختلاف عليه”.
وأضاف أنه “لا ننسى أن الإمكانيات المادية ضعيفة جدا في لبنان لمواجهة الوباء خارج السجون فما بالك داخلها”.
وحذر “جعفيل” من أن “الإصابات سوف تزداد (داخل سجن رومية)، خاصة وأن قدرة المواجهة صعبة، ولا حلول بالأفق، ولا إمكانية لنقلهم أو عزلهم ولا قدرة لأي مستشفى باستيعابهم، فهم الآن يواجهون حتفهم بإمكانات تقليدية جدا”.
ولفت إلى أنه “في سجن روميه المركزي لوحده تعدت الإصابات 400 إصابة في مبنى مكتظ، عدا إصابات العسكريين والضباط”.
من جهته قال الصحفي السوري المقيم في لبنان “أحمد القصير” لـSY24، إن “السجين السوري توفي في المبنى D، نتيجة ظروف صحية سيئة أدت لإصابته بالشلل”.
وأضاف أن “عدد المساجين في سجن رومية تقريبا 4500 سجين، في حين أن سعته الطبيعية يجب أن تكون 1500 سجين فقط”.
وأشار إلى أن “الموقوفين السوريين يتواجدون في المبنى B والمبنى D ، ويوجد في المبنى B نحو 400 سجين سوري”.
وأصدر الائتلاف الوطني السوري بيانا اعتبر فيه أن “وفاة معتقل سوري في سجن رومية اللبناني بسبب الإهمال وغياب إجراءات السلامة يعتبر أمرا كارثيا، ويستدعي تدخلاً مباشراً من المنظمات الدولية لإنقاذ البقية، وتفحص ملابسات اعتقال السوريين في لبنان ومراقبة مدى توفر حقوق السجناء وإجراءات السلامة لاسيما في ظل تفشي وباء كورونا”.
وحذر من أن “احتجاز المعتقلين وسط هذه الظروف الكارثية تصرفاً غير إنساني وغير أخلاقي، كما أنه خرق للقانون الدولي يوشك أن يكون شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية”.
وأشار الائتلاف في بيانه، إلى وجود 1800 معتقل سوري داخل “سجن رومية”، يواجهون ظروفا قاسية وغير إنسانية، وأن كثير منهم طالتهم أحكام جائرة وظالمة.
وأكد أن “من حق هؤلاء الحصول على الرعاية والحماية اللازمة والكافية، وأن أي تهاون في تقديم العناية الصحية أمر مرفوض ويرقى لكونه جريمة”.
وطالب الائتلاف السوري “المنظمات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر الدولي، بإجراء زيارات فورية إلى سجن رومية وباقي السجون اللبنانية للوقوف على الظروف التي يحتجز فيها السجناء وتقديم التوصيات اللازمة لضمان سلامتهم”.
وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.