حلق الطيران المروحي التابع للنظام السوري في أجواء مدينة دمشق وريفها، أمس الخميس، ولكن ليس لقصف المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام هذه المرة، بل لتوفير الحماية للمشاركين في الاحتفالات الطائفية التي أُقيمت برعاية إيرانية.
وقال مراسلنا إن “احتفالات دينية أقيمت في حي السيدة زينب بضواحي العاصمة السورية دمشق، وذلك بمناسبة ما يعرف لدى الطائفة الشيعية بأربعينية الحسين”، مشيرا إلى أن “مئات الأطفال والنساء توافدوا إلى المنطقة سيرا على الأقدام، حاملين رايات سوداء”.
وأكد أن “أكثر من 2500 شخص من الطائفة الشيعية شاركوا في الاحتفالات، ومن بينهم مئات الإيرانيين والعراقيين، إضافة إلى مقاتلين وقادة من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني”.
ووفقا للصور والفيديوهات التي تمكّن مراسلنا من التقاطها، فإن “طائرات النظام السوري حلقت لساعات طويلة في سماء منطقة السيدة زينب ومحيطها، وذلك لحماية المشاركين في الاحتفالات التي رفع فيها رايات تحمل عبارات طائفية”.
وفي 28 آب/أغسطس الماضي، أقامت إيران العديد من الاحتفالات الدينية في منطقة السيدة زينب، بمناسبة ذكرى عاشوراء”، حيث رفعت الميليشيات الإيرانية شعارات ورايات كتب عليها عبارات طائفية في مكان الاحتفال، الذي شارك فيه عشرات الرجال والنساء وهم يرتدون ملابس سوداء.
كما ظهر في مكان الاحتفال، صورة جماعية تضم الرئيس الإيراني “علي خامنئي”، وزعيم ميليشيا حزب الله “حسن نصر الله”، ورأس النظام السوري “بشار الأسد”، والمقتول “قاسم سليماني” قائد ميليشيا فيلق القدس، وكتب عليها “نحن أمة الإمام الحسين”.
وحضر الحفل الذي أقيم برعاية السفارة الإيرانية، العديد من الشخصيات الإيرانية المقيمة في دمشق، إضافة إلى إيرانيين ولبنانيين وصلوا قبل أيام إلى منطقة “السيدة زينب”، للمشاركة في الاحتفالات.
وفِي وقت سابق، حذرت مصادر أهلية من داخل منطقة السيدة زينب، من خطورة تلك الاحتفالات في ظل تفشي كورونا بين الميليشيات الإيرانية بشكل خاص، كوّن المنطقة تشهد ازدحاماً كبيراً مع عدم الالتزام بارتداء الكمامة وبأي تدابير أخرى.
وفي 31 آب الماضي، أكدت مصادر طبية لمراسلنا في دمشق، أنه “تم الحجر على أكثر من 5 عوائل أجنبية في فندق جميل بلازا في منطقة السيدة زينب، وهو المكان المخصص للحجر الصحي للمصابين الإيرانيين”.
ووفقا للمصادر فإن “المصابين جميعهم حضروا الاحتفالات الدينية التي أقامتها ميليشيات إيران في منطقة السيدة زينب بمناسبة ذكرى يوم عاشوراء، والتي شهدت تجمع مئات الأشخاص دون اتخاذ إجراءات وقائية”.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية تحتفل بالمناسبات الدينية الخاصة بالطائفة الشيعية ضمن مناطق سيطرتها في سوريا، منذ سنوات، وتحديدا في محافظات دير الزور ودمشق وحلب، الأمر الذي يرفضه السكان، كونها تتعمد رفع شعارات طائفية لم تظهر في المجتمع السوري، إلا بعد التدخل الإيراني في البلاد من أجل الدفاع عن النظام ورئيسه.