أعلنت طهران عن طرح كتاب جديد يوثق ذكريات المقتول “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس”، والجرائم التي جسدتها الميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري، مشيرة إلى أن توثيق الجرائم داخل هذا الكتاب الذي حمل اسم “صباح الشام”، جاءت بأوامر من “سليماني” قبل مقتله.
وطرح كتاب “صباح الشام” تم، أمس الإثنين، بحضور المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، ورئيس مركز فنون الثورة الإسلامية، وزينب سليماني ابنة الشهيد قاسم سليماني وعدد من المسؤولين الآخرين.
وادعى عبد اللهيان خلال مراسم إزاحة الستار عن كتاب “صبح شام (صباح الشام)” إن “قاسم سليماني” طلب منه توثيق جوانب الحضور الملحمي في سوريا، والذكريات التي عاشها المدافعون عن المقدسات في هذا البلد وذلك بهدف بقاءها للأجيال القادمة، على حد تعبيره.
وأضاف عبد اللهيان أن سليماني وفي ذروة الأزمات وضغوط العمل لم يتجاهل التفاصيل، وقد قال له قبل عام من مقتله إنه لا يمتلك الفرصة المناسبة لكتابة ذكرياته وذلك بسبب انشغالاته الكثيرة، وأنه طلب منه كتابة ذكرياته في سوريا لتتناقلها الأجيال القادمة، وفق وصفه.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـSY24، إنه “سبق وأن كان قاسم سليماني معروف برجل الظل طيلة السنوات الـ 20 الأخيرة وكان هناك عدد قليل من الصور الأرشيفية تنتشر بوسائل الإعلام، ولكن مع توسيع شبكات التواصل الاجتماعي تغيرت سياسته وأصبح رجل إعلامي و”اينفلونسر”، حيث وفي بداية الأمر عندما نشرت صوره في شبكات التواصل الاجتماعي تجنبت وسائل الإعلام الإيرانية إعادة نشرها وظنوا أنها نشرت بالخطأ، حيث كان لدى الإعلام الحكومي تعليمات بعدم نشر أي خبر أو نشاط أو صورة عن قاسم سليماني”.
وأضاف “أسد زادة” أن “تركيز قاسم سليماني كان خلال السنوات الأخيرة على السوشيال ميديا وافلام الحرب ومقاطع حماسية وحث ميليشياته للاستمرار في القتل والدمار في سوريا والعراق، وطلبه توثيق ذكريات قتاله في سوريا خير دليل على هذا القول، وزينب سليماني التي شاركت المراسيم اتبعت خطى والدها وبعد فترة وجيزة من حذف قاسم سليماني فتحت زينب سليماني حسابات في تويتر وانستغرام وأصبحت الوجه الإعلامي لعائلة سليماني”.
وأشار إلى أن تركيز نشاطات سليماني الإعلامية كان على الشباب الذين جندهم من العراق ولبنان وأفغانستان أكثر مما كان يركز على الشباب الإيرانيين، لأن الشباب الإيرانيين رفضوا ولا يزالون يرفضون التدخل الإيراني في سوريا والدول المجاورة”.
وفي 18 أيلول الماضي، قالت مصادر خاصة لـ ، إن “فريقا يتكون من إعلاميين إيرانيين وصل إلى دير الزور قادما من دمشق، لتصوير وثائقي خاص بقائد فيلق القدس الإيراني (قاسم سليماني)”، مشيرة إلى أنه “سينتقل بعد ذلك إلى مدينة حلب للتصوير فيها أيضا”.
وأكدت المصادر أن “الفريق الإعلامي قام بتصوير مقابلات مع قادة ميدانيين تابعين لميليشيا فاطميون وزينبيون في مدينة دير الزور والبوكمال”.
وذكرت أن “الوفد زار المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات إيران، والتقط الصور للمواقع التي قام المركز الثقافي الإيراني بترميمها، وكان أبرزها مزار عين علي في منطقة القورية”.
يذكّر أن “سليماني” ساهم بشكل كبير في حماية رأس النظام “بشار الأسد” ونظامه من السقوط، حيث أرسل ميليشياته إلى سوريا منذ بداية الثورة عام 2011، وأشرف شخصيا على عمليات عسكرية كان أبرزها معركة حصار حلب، التي دُمرت أحيائها وقُتل فيها آلاف المدنيين قبل تهجير سكانها والسيطرة عليها.