أكد المحامي “عبد الناصر حوشان” أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” استغل زيارته إلى الساحل السوري وأزمة الحرائق هناك لإرسال رسائل متعددة، مؤكدا أن زيارة “الأسد” للساحل “لم تكن زيارة عفوية أبدا، بل كانت زيارة استثمارية بامتياز”، لافتا إلى مخاوف “الأسد” وتحذيراته من بيع مواليه أراضيهم للغير.
وأوضح “حوشان” في تصريحات خاصة لـSY24، أنه “خلال كلمة بشار الأسد التي قالها أمام بعض المتضررين في قرى الساحل أنه وضع خطة عمل من مرحلتين الأولى مدتها سنة وهي التعويض المالي عن خسائر الموسم الحالي، والثانية من 5 إلى 8 سنوات وهي طويلة الأمد تقوم على إعادة الحياة والإنتاج ورفع المستوى المعيشي والإنتاجي في المنطقة”.
وأضاف “حوشان”، أن “الملف للنظر هو ضرب بشار الأسد زمن لتنفيذ الخطة بما يتناسب مع بقائه لدورة قادمة في غصبه للسلطة و كأنه واثق من الاستمرار في الحكم، مما يعطي ارتياح لمؤيديه و يصلح ما أفسده إجرامه و سرقات آل مخلوف وتحريض رامي مخلوف عليه”.
وأشار إلى أن “الأسد ركز في حديثه على ثلاث تحديات أولها تعويض المتضررين عن خسائر هذا الموسم، والثاني إعادة تأهيل الأراضي وزراعتها التي تأخذ من 5 إلى 8 سنوات، والثالث عدم توفر الآليات اللازمة للإصلاح، إضافة لترافق تصريحات رامي مخلوف مع الزيارة بتبرعه بـ 7 مليار ليرة من الأموال المحجوزة”.
وقال “حوشان”، إنه “واضح من خلال المدة الزمنية التي ضربها الأسد لتنفيذ الخطة، وهي دلالة على نيته البقاء بالسلطة، أضف إلى ذلك عودة شعبيته التي تدنت بسبب تحريض رامي مخلوف، وخسائرهم البشرية”.
ولفت الانتباه إلى أن “بشار الأسد شدد على الطلب من أصحاب الأراضي عدم بيعها لكي لا تنتقل الأراضي لغير (جماعته) وأبدى استعداده لتقديم كافة التسهيلات والدعم للحفاظ عليها وإعادة تشجيرها واستثمارها”.
وتابع قائلا: إن “قانون الحراج لعام 2018 لا يجيز بيع الأراضي الحراجية الخاصة لأنها مثقلة بإشارة (الحريق) المانعة للتصرف، ولكنه أجاز لأصحاب الأراضي المحروقة إجراء مبادلة مع إدارة أملاك الدولة على أراضٍ في مناطق أملاك الدولة وترقين الإشارة بطلب إلى وزير الزراعة، ولأن الشبيحة هم من حرقوا الأراضي ليبدأوا حملة شرائها و ترقين إشارات (الحريق) بحكم نفوذهم القوي وإعادة بيعها لتجار دمشق وحماه وحمص وحلب، والإيرانيين والروس الذين استقروا في الساحل بموجب قانون تملك الأجانب، لذلك شدد الأسد على (جماعته) والموالين له بعدم بيع أراضيهم للغير”.
وأكد “حوشان” أن “الأسد يعول في تنفيذ كل ذلك على عدم جدية المجتمع الدولي بالتخلي عنه، وضعف وتشرذم المعارضة، وأكبر دليل على ذلك هو جمود اللجنة الدستورية، فهذا دليل واضح مثل وضوح الشمس على تخاذل المجتمع الدولي”.
وأمس الثلاثاء، جال رأس النظام “بشار الأسد” في عدد من القرى والبلدات في الساحل السوري، مدعيا أنه جاء للاطلاع على حجم الأضرار المادية والبشرية التي خلفتها الحرائق التي التهمت نيرانها مساحات واسعة من الأراضي في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ومناطق بريفي حمص وبانياس.