أكدت مصادر استراتيجية عسكرية إلى أن المواقع التي تم استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي وتدميرها في منطقة فض الاشتباك في الجولان المحتل، هي مواقع متقدمة للميليشيات الإيرانية.
وكان الجيش الإسرائيلي كشف اليوم الأربعاء عن عملية عسكرية نفذها ضد مواقع تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، وتدمير تلك المواقع في منطقة الجولان المحتل.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في بيان، والذي تحدث عن أنه تم تدمير موقعين للنظام السوري في منطقة فض الاشتباك في الجولان المحتل.
وذكر “أدرعي”، أن “عملية الاقتحام والتدمير، وقعت يوم الحادي والعشرين من أيلول الماضي، وأن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت موقعيْن متقدميْن تابعيْن للجيش السوري في منطقة فض الاشتباك، شرق السياج الأمني شمال هضبة الجولان وتدميرهما”.
وأضاف أن “الجيش السوري كان يستخدم المواقع المدمّرة، بهدف الاستطلاع والأمن الروتيني”، مشيرا إلى أن “العملية جاءت في أعقاب خرق الجيش السوري، لاتفاق فض الاشتباك، الذي يحظر عليه التموضع العسكري في المنطقة”.
وتعليقا على ذلك قال المحلل العسكري الاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب” لـSY24، إن “الميليشيات الإيرانية دأبت على التموضع بلباس قوات النظام السوري في المنطقة العازلة في منطقة فض الاشتباك، وكانت الاستطلاعات الإسرائيلية تراقب ذلك عن كثب، وتم تدمير عدة مواقع وخاصة في التلول الحمر وتل الحارة وعدة مواقع أخرى، على أمل أن تقوم روسيا بإرجاع هذه الميليشيات على مسافة 80 كم وهو ما كان متفق عليه بين إسرائيل وروسيا”.
وأضاف “أيوب” أنه “على ما يبدو أن الميليشيات الإيرانية بلباس قوات الفرقة الرابعة وباقي قطعات النظام المنتشرة في منطقة الهدنة في الجولان المحتل، دأبت على التموضع وزرع أجهزة التنصت والمراقبة والاستطلاع القوية، وبالتالي الأمر الذي اضطر القوات الإسرائيلية لمداهمة هذين الموقعين وتدميرهما”.
وأشار إلى أن “النظام وفي الفترة الأخيرة بشكل خاص وبعد الضربات الإسرائيلية القوية التي تلقتها مواقع النظام بحجة استهداف المواقع الإيرانية في سوريا، دأب على إخفاء الضربات الإسرائيلية وعدم الإعلان عنها أو التصريح بها، لأسباب من أهمها أن قوات النظام غير قادرة على الرد لا على إسرائيل ولا على أي قوة أخرى”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “المواقع التي دمرتها إسرائيل هي مواقع استطلاع متقدمة تابعة للميليشيات الإيرانية وحزب لله، ولولا ذلك لما استهدفتها الوسائط الحربية الإسرائيلية لأن وسائط الاستطلاع التابعة للنظام كانت موجودة في تلك المنطقة حتى ما قبل اندلاع الثورة ولم يتم تدميرها، ولكن عندما تتأكد من أن وسائط الاستطلاع هي وسائط أجنبية فإنها تقوم بتدميرها كما قامت بتدمير تل الصحن منذ شهر ونصف في منطقة جبل العرب حيث كان يتمركز فيه ضباط إيرانيون لمراقبة الأجواء الإسرائيلية وحركة الطيران الإسرائيلي”.
وفي 3 أيلول الماضي، استهدفت غارات جوية بالصواريخ يعتقد أنها من طيران إسرائيلي، مطار التيفور العسكري في منطقة تدمر شرقي محافظة حمص، إضافة إلى غارات من طيران يرجح أنه إسرائيلي طال مواقع للميليشيات الإيرانية شرقي دير الزور.
ومنذ مطلع العام 2020 وحتى نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، شنت إسرائيل عدة غارات جوية استهدفت نقاطا تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية في سوريا، وكانت إسرائيل قد أكدت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي “نفتالي بينت” على مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران في سوريا، مشددة على أن العمليات لن تتوقف قبل أن يغادر الإيرانيون سوريا.
يشار إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن، وفي تصريح خاص لـSY24، في 27 آب الماضي، حذر إيران من “تحويل سوريا إلى حصن عسكري لمواجهة دول الجوار”، مجددا دعوة بلاده بضرورة خروج إيران وميليشياتها من سوريا.