اعترفت حكومة النظام السوري بارتفاع حالات الإصابة بالتسمم في بلدة “معضمية الشام” بريف دمشق إلى 1600 حالة، وذلك جراء استخدامهم مياه شرب ملوثة.
جاء ذلك على لسان مدير صحة ريف دمشق التابعة للنظام “ياسين نعنوس”، والذي نقلت عنه وسائل إعلام النظام قوله إن ” عدد حالات الإسهال في بلدة المعضمية حتى صباح اليوم، وصل إلى 1600 مريض”.
وادعى “نعنوس” أن جميع الحالات بسيطة ولم يتم أمس واليوم إدخال أي حالة إلى المشفى لعدم الحاجة، على حد وصفه.
وأشار المصدر الطبي في حكومة النظام إلى أن الأعداد التي تصل إلى المركز الصحي والنقطة الطبية الطارئة بدأت بالتراجع، حيث تقوم الفرق الطبية بمعالجة كل الحالات الواردة وجميعها حالات بسيطة، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق أمس السبت، كشفت حكومة النظام عن إصابة أكثر 700 شخص في بلدة معضمية الشام بالتسمم جراء مياه الشرب الملوثة.
ونقلت وسائل إعلام النظام عن رئيس بلدية المعضمية “بسام سعدى” قوله، إن أكثر من 700 شخص من سكان البلدة أصيبوا بحالات إسهال وتم نقلهم إلى المركز الصحي لتلقي العلاج.
وأرجع المصدر التابع للنظام سبب تسمم المواطنين في البلدة إلى المياه الملوثة ووجود خلل بأحد مصادر المياه التي تغذي البلدة، مدعيا أنه تم سحب عينات للمياه للتأكد من سلامتها وتظهر نتائجها حتى الغد، على حد تعبيره.
وتؤوي بلدة معضمية الشام، وحسب تقديرات حكومة النظام، نحو 175 ألف مواطن، يعتمدون على آبار الربوة والمدينة الجامعية من أجل الحصول على المياه.
وبشكل عام يشتكي سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دمشق وما حولها، أو حتى في غيرها من المناطق، من تردي الواقع الخدمي ومن التهميش المتعمد من قبل حكومة النظام وعدم الاستجابة لمطالبهم لحل المشاكل الخدمية والاقتصادية وحتى الطبية والصحية منها.
وكشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن كارثة إنسانية جديدة تضرب الحياة في سوريا، لافتاً إلى أن 70 بالمئة من السوريين يستهلكون مياهاً ملوثة وغير صالحة للشرب.
وأوضح البرنامج الأممي أن أزمة المياه وغلاء أسعارها انضمت إلى قائمة مشكلات إنسانية يعاني منها الشعب السوري، لا سيما وأن الأسر السورية باتت تنفق 25 بالمئة من دخلها على المياه، لافتاً إلى أن 15 مليون سوري على الأقل يعانون من تلك الأزمة.
كما أشار البرنامج الأممي إلى أن السبب الرئيسي في حالة التلوث، يعود إلى دمار البنية التحتية الأساسية لشبكات المياه ومياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى انقطاع المياه لفترات طويلة، ما يجبر السكان على محاولة تأمينها بأشكال مختلفة قد لا تكون آمنة أو صحية.
في السياق ذاته، أشارت مصادر إعلامية إلى أن أسباب التلوث قد تعود أيضاً إلى وجود مواد مشعة، خاصةً في ظل ما تردد سابقاً عن استخدام نظام “بشار الأسد” لمواد كيماوية في استهدافه للعديد من المناطق السورية عندما كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، لافتةً إلى ان تلك المواد تعني تهديد أجيال بكاملها على اعتبار أنها تبقى موجود وذات تأثير لسنوات طويلة.