مسن يبحث بين القمامة عن ثمن الخبز لأطفاله.. وزوجته تساعده ليلا فقط!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

رصدت عدسة مراسلنا “أيهم البيوش”، رجلا مسنا برفقة زوجته المسنة وهما يبحثان بين أكوام القمامة في أحد شوارع مدينة سرمدا بريف إدلب، عما يسدان به رمق 7 أطفال أيتام قتل والدهم بقصف للنظام، ولا معيل لهم سوى هاذين المُسنين، في مشهد مأساوي يحمل مئات الرسائل للمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية للتحرك ومد يد العون لمئات الآلاف من العائلات الفقيرة.

ويظهر من خلال الصورة ومقطع الفيديو الذي نتحفظ عن نشره، حجم المأساة التي يعانيها قاطنو المخيمات في الشمال السوري، وحجم الهموم التي أثقلت كاهل هذا الرجل وزوجته.

إلا أن الملفت للانتباه كان ما قالته زوجة الرجل المسن وهي تصف الحال المأساوي لحياتهم المعيشية وحياة الأطفال الذين ينتظرون من يمد لهم يد العون، إذ قالت “أنا أتجول في الشوارع ليلا بين القمامة لأجمع ما يمكن أن يعينني على سد رمق من أعيلهم، بينما زوجي يتجول في النهار، لأني أنا أخجل من التجول نهارا”، ليكون ما باحت به تلك المرأة السورية كفيلا بأن يهز مشاعر العالم بأسره، ليتحرك ويقدم ما يلزم لكل الأسر المتعففة والمحتاجة.

وذكرت المرأة المسنة أنها تقطن هي وزوجها داخل مخيم “قسطون بلال” للنازحين والمهجرين، وأنها بشكل يومي تخرج مع زوجها لجمع ألواح “الكرتون” و”أكياس النايلون” و”قطع البلاستيك”، من القمامة، من أجل بيعها وشراء الخبز للأطفال الأيتام الذين يتحملون مسؤوليتهم رغم كبر سنهم ومرارة العيش التي يعانونها.

كما تحدث الرجل المسن عن الأوضاع السيئة داخل المخيم وغياب المساعدات، إضافة للواقع الخدمي السيئ والمتمثل بانقطاع المياه عنهم، مشيرا إلى أنه منذ أكثر من سنة لم يحصل على أي سلة إغاثة شهرية، مضيفا “هل أجلس وأموت من الجوع؟”.

ولا تعتبر تلك الحوادث المأساوية هي الأولى من نوعها، ففي عيد الأضحى الماضي، التقط مراسلنا “أيهم البيوش” صورًا لطفلة مهجرة تقوم ببيع المحروقات على الطرقات في محافظة إدلب. 

وقال “البيوش”، إن “الطفلة بتول البالغة من العمر 10 أعوام، وهي مهجرة من منطقة العامرية في مدينة حلب، تمضي ساعات طويلة وهي تجلس على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب وأريحا”.

وأكد أنها “تبيع المحروقات للسيارات، من أجل مساعدة عائلتها في تأمين بعض احتياجاتهم، بسبب الفقر الشديد الذي يعاني منه معظم سكان الشمال السوري”.

وفي وقت سابق، التقط “البيوش” صورة مؤلمة لسيدة مسنة تبلغ من العمر 60 عاما، أثناء جلوسها على جانب الطريق في مدينة إدلب، تنتظر من يقدم لها المساعدة كونها مسؤولة عن أطفال قُتل والدهم بقصف للنظام.

ويعاني سكان المخيمات في الشمال السوري من شح المساعدات الإغاثية، إضافة لانتشار البطالة وقلة فرص العمل، يضاف إليها غلاء أسعار المواد الأساسية التي لا قدرة للنازحين والمهجرين على شرائها بسبب ضعف الإمكانات المادية لديهم.

مقالات ذات صلة