قصفٌ ونزوحٌ وتشريد.. أهالي جسر الشغور في صراعٍ مع الموت

Facebook
WhatsApp
Telegram
جسر الشغور في صراعٍ مع الموت

ميس الحاج – SY24

تشهد مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة والواقعة في ريف إدلب الغربي، موجة نزوح جديدة لسكانها وذلك جراء التصعيد العسكري الذي تقوم به قوات النظام عليها، تزامنا مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي استهدفت معظم مرافق الحياة المدنية.

بين الحين والآخر يُجبر سكان المدينة على ترك منازلهم والنزوح نحو مناطق ريف إدلب الغربي المحاذية لشريط الحدودي مع تركيا، ويعودون مع أي هدوء للقصف أو إعلان هدنة بين المعارضة والنظام.

يقول الشاب أنس عزام أحد النازحين من المدينة في حديثه لـ SY24: إنّهم يتركون منازلهم في ظروف تعتبر صعبة للغاية، دون أن يستطيعوا إخراج أبسط الحاجات معهم من ملابس أو طعام، ويكون الهدف الأساسي هو إنقاذ الأطفال والخروج على قيد الحياة.

واعتبر أن الأهالي ملوا من هذا الوضع بسبب التشتت وعدم الاستقرار وترك منازلهم بعد أن يعودوا إليها لفترة ويعملون على تصليح الخراب وتعمير ما تم تهديمه ومن ثم يجبرون مجددا على تركها والتشرد بحثا عن الأمان.

وأضاف قائلاً: “المكان الوحيد الذي يتوجه إليه أهالي البلدة هو المخيمات المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، يعيشون فيها ضمن ظروف إنسانية سيئة في ظل غياب النظافة والماء وأغلب مقومات الحياة الأساسية”، لكنها ومن وجهة نظره تعتبر أفضل مقارنة مع حال مدينتهم التي يسقط فيها أعداد من القتلى والجرحى بشكل يومي بسبب القصف المدفعي من معسكرات النظام في قرية جورين والغارات الجوية بالطيران الحربي الروسي.

من جانبه قال عضو “مركز جسر الشغور الإعلامي”، “هادي الخراط” في حديثه لـ SY24، إنّه “مع بداية العام الحالي انطلقت حملة القصف الممنهجة على مدينة جسر الشغور، مستخدماً النظام شتى أنواع الأسلحة الثقيلة، فبشكل يومي تتعرض المدينة لقصف مدفعي وصاروخي يستهدف المنازل والأراضي الزراعية والمدارس والمنشآت والجوامع دون رحمة، نتج عن القصف الكثير من الشهداء والجرحى”.

وأكد أن القصف تبعه حركة نزوح ضخمة للعوائل، وحالة خوف كبيرة بسبب تكرار المجازر، فأغلب العوائل ترفض العودة إلى المدينة مجدداً إلإ في حال دخول جهات دولية لتضمن وقف التصعيد أو نهاية الحرب بشكل كلي.

وتحدث الخراط أنّ الطائرات الحربية والمروحية استهدفت مؤخراً أغلب المنشآت الخدمية والحيوية في المدينة وكان للمركز النسائي التابع للدفاع المدني النصيب بقصف الطائرات المروحية ببرميل استهدف المركز حيث خرج عن الخدمة بشكل كامل، وأصيبت إحدى المتطوعات بجروح، موضحا أن المدينة شبه خالية من السكان، يوجد فيها الرجال فقط ممن يرفضون ترك منازلهم، وليس هناك إمكانية أساسا لعيش الناس بسبب توقف الحياة والحركة والأسواق فيها.

يشار إلى أن المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور أعلن في بيانٍ له نشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أنّ المدينة منكوبة بسبب أعداد القتلى والجرحى المرتفع جداً فيها، واستهداف مرافق الحياة، فضلاً عن غياب الخدمات العامة والدمار الكبير الذي لحق المنازل والأضرار المادية في ممتلكات الناس والمحلات التجارية والأراضي الزراعية.

مقالات ذات صلة