أكد باحثان بلجيكيان أجريا دراسة عن أطفال عناصر تنظيم “داعش”، بأن هؤلاء الأطفال هم ضحايا خيارات آبائهم والظروف الصعبة وضحايا تقاعس الحكومات الأوروبية، مشيرين إلى وجود أكثر من 600 طفل محتجز في مخيمات تخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأكد الباحثان اللذان يعملان كخبيرين بشؤون المسلحين في “معهد إيغمونت” في بروكسل، في دراستهما أن ما بين 610 و680 طفلا من مواطني الاتحاد الأوروبي، محتجزون حاليا مع أمهاتهم في مخيمي “روج” و”الهول”، مشيرين إلى أن هؤلاء الأطفال احتجزوا منذ 2019، مع أمهاتهم اللواتي كن في قسمهن الأكبر يقاتلن في صفوف تنظيم “داعش”.
وحسب الدراسة البلجيكية، يتصدر الفرنسيون قائمة هؤلاء المحتجزين، إذ يوجد ما بين 150 إلى 200 بالغ، ومن 200 إلى 250 طفلا، غالبيتهم العظمى في سوريا، يليهم من حيث العدد الألمان ثم الهولنديون ثم السويديون و البلجيكيون فالبريطانيون.
ووصف الباحثان أوضاع القاطنين في هذه المخيمات خاصة المنتمين لتنظيم “داعش” بأنها أشبه بأوضاع معتقلي سجن “غوانتانامو”، داعين إلى ضرورة محاكمة هؤلاء أمام محاكم تابعة للإدارة الكردية، مؤكدين في الوقت ذاته أن الأطفال هم ضحايا خيارات آبائهم وضحايا الحرب والظروف الصعبة للغاية في هذه المخيمات، وكذلك ضحايا تقاعس الحكومات الأوروبية، على حد تعبيرهم.
ورفض الباحثان الفكرة التي تقول إن “هؤلاء الأطفال سيكونون بمثابة قنابل موقوتة، إذا ما أعيدوا إلى بلدانهم”.
وفي 19 تموز الماضي، حذرت الحكومة الألمانية من أن مخيم “الهول” تحول لـ “مدرسة إرهاب خطيرة”، مبينة أن “إيديولوجية تنظيم “داعش” يُجرى تمريرها هناك، خاصة من قبل المناصرات الأجنبيات للتنظيم، وذلك في مجموعات تعليمية منظمة للقُصّر”.
ومطلع تموز الماضي أيضا، لفتت مجلة “فورين بوليس” الأمريكية، إلى أن أطفال عناصر تنظيم “داعش” المحتجزين في مخيمات تتبع لمليشيات “سوريا الديمقراطية” وخاصة مخيم “الهول” بريف الحسكة، يعانون من ظروف معيشية سيئة، مشيرة إلى أنهم “بدأوا بترديد شعارات الخلافة”، محذرة في الوقت ذاته من خطورة هذا الأمر.
وفي وقت سابق، ذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير، أن “مخيم الهول أقرب إلى معسكر احتجاز يضمُّ حتى الآن عشرات آلاف النازحين في ظروف غير إنسانية”.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى “تعرض سكان مخيم الهول لعدد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية، مثل الحق في الحياة، التنقل، الصحة، التعليم، وغيرها، ووفقاً للتقرير فإن ما لا يقل عن 53 مدنياً، بينهم 25 طفلاً و11 سيدة قتلوا في مخيم الهول منذ إعادة تفعيله في نيسان 2016 حتى 28 تشرين الأول 2020، قتلت قوات سوريا الديمقراطية 18 منهم، بينهم 14 طفلاً، فيما قتل 35 بينهم 11 طفلاً و11 سيدة على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
يشار إلى أن مخيم “الهول” الذي يقع جنوب شرق الحسكة بالقرب من الحدود العراقية، يؤوي نحو 65 ألف نازح منهم من الجنسية العراقية، يفتقرون لأدنى مقومات الحياة الإنسانية والمعيشية بسبب الإجراءات الإدارية التعسفية من ميليشيا “سوريا الديمقراطية” بشكل يومي
بينما أنشئ مخيم “روج” خصيصا لوضع نساء داعش فيه، يؤوي ما يقارب من 500 عائلة من بينهم بعض العوائل النازحة من قرى الحسكة والرقة، أما النسبة الأكبر فتعود لعائلات التنظيم ما بين نساء وأطفال.