كشفت إسرائيل عن تنفيذها عدة عمليات مداهمة جديدة طالت تحصينات قوات النظام السوري وميليشياته، على خطوط التماس في هضبة الجولان السورية، مؤكدة أن التهديد الأكبر بالنسبة لها هي إيران وميليشياتها، متجاهلة أي تهديد يمكن أن يصدر عن النظام السوري.
جاء ذلك على لسان قائد الفرقة 210 في الجيش الإسرائيلي، العميد “رومان غوفمان”، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، والذي كشف عن أن قواته نفذت خلال الأسابيع الماضية عدة عمليات ضد التحصينات السورية، التي تمت إقامتها مباشرة على خط الحدود وجزئيا على أراضينا، وفق تعبيره.
وأضاف “غوفمان” أن قواته نفذت العمليات وقامت بتفجير النقاط المستهدفة، وأنهم عادوا إلى مواقعهم مباشرة بعد تنفيذ المداهمات، مبينا أن العملية نفذت على مرحلتين حيث تم تدمير نقطة خلال الأولى واثنتين أخريين في الثانية، مؤكدا أن المداهمات جرت دون اشتباكات قتالية مباشرة.
وأكد المسؤول الإسرائيلي العسكري أن الخطر الأكبر بالنسبة لإسرائيل على الحدود السورية، هو بناء جبهة من قبل إيران وميليشيا حزب الله، في جنوب سوريا ضد إسرائيل.
وكشف المصدر ذاته أن إسرائيل لا ترى حاليا أي تهديد من قبل سوريا لأنها تمثل دولة عليها العمل على إعادة إعمار نفسها، لكنها تخشى تعزيز تمركز مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني في الجانب الشمالي من منطقة هضبة الجولان، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن “الوضع في سوريا بحالة تدهور وأن جيش النظام السوري يحتاج لسنوات طويلة ليستعيد قدراته، لذا فإن الخطر على الحدود اللبنانية أكبر بكثير، وحزب الله هو جيش إرهابي حقيقي”، وفق ما نقلت عنه عدة مصادر إعلامية متطابقة.
وتعليقا على تلك التصريحات الإسرائيلية بخصوص إيران وميليشياتها والنظام السوري، قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـSY24، إن “بشار الأسد سلم سوريا للحرس الثوري في 2011، ثم لروسيا في نهاية 2015، أما بالنسبة للإرهاب فالحكومة الإيرانية هي راعية الإرهاب في الشرق الأوسط بل العالم، واستراتيجيتها واضحة هي ” القدس عبر الكربلاء”، وهذا ما خططوا له منذ 40 عاما”.
وأضاف أن “كل الإعلام والتحشيد للقوى في إيران والدول المجاورة تتمحور حول المتاجرة باسم فلسطين والقدس، وحزب الله أصبح البوق الرئيسي لتطبيق هذه السياسة، أما في حقيقة الأمر نرى أنهم لم يجرؤوا على إطلاق طلقة واحدة ضد القوات الإسرائيلية حتى عندما تتعرض تحصيناتهم للهجوم المباشر”.
وأشار إلى أن “عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي لا يؤثر على موقف إيران العسكري فحسب، بل يدمر معنويات الميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله أيضا”.
ومنتصف تشرين الأول الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي عن عملية عسكرية نفذها ضد مواقع تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، وتدمير تلك المواقع في منطقة الجولان المحتل.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في بيان، أن “عملية الاقتحام والتدمير، وقعت يوم الحادي والعشرين من أيلول الماضي، وأن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت موقعيْن متقدميْن تابعيْن للجيش السوري في منطقة فض الاشتباك، شرق السياج الأمني شمال هضبة الجولان وتدميرهما”.
وكان المحلل العسكري الاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب” قال لـSY24، أنه “على ما يبدو أن الميليشيات الإيرانية بلباس قوات الفرقة الرابعة وباقي قطعات النظام المنتشرة في منطقة الهدنة في الجولان المحتل، دأبت على التموضع وزرع أجهزة التنصت والمراقبة والاستطلاع القوية، وبالتالي الأمر الذي اضطر القوات الإسرائيلية لمداهمة هذين الموقعين وتدميرهما”.
ومنذ مطلع العام 2020، شنت إسرائيل عدة غارات جوية استهدفت نقاطا تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية في سوريا، وكانت إسرائيل قد أكدت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي “نفتالي بينت” على مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران في سوريا، مشددة على أن العمليات لن تتوقف قبل أن يغادر الإيرانيون سوريا.
يشار إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن، وفي تصريح خاص لـSY24، في 27 آب الماضي، حذر إيران من “تحويل سوريا إلى حصن عسكري لمواجهة دول الجوار”، مجددا دعوة بلاده بضرورة خروج إيران وميليشياتها من سوريا.