ادعت إيران أن قضية اللاجئين السوريين هي قضية إنسانية وأن على المجتمع الدولي أن يتدخل لإقناع الدول بالمشاركة في “مؤتمر اللاجئين” الذي تحشد روسيا ومن خلفها النظام كل الإمكانيات لعقده في دمشق، متجاهلة الانتهاكات التي ترتكبها ميليشياتها بحق السوريين والتي كانت سببا إضافيا في نزوحهم وتهجيرهم.
جاء ذلك على لسان كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني في الشؤون السياسية المدعو “علي أصغر خاجي”، والذي بحث مع المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”،ملفات عدة ومن بينها قضية اللاجئين السوريين، حسب وسائل إعلام إيرانية.
وزعم “خاجي” في حديثه مع “بيدرسون” أنه من المهم إيجاد الحلول لقضية اللاجئين السورييين، باعتبارها قضية إنسانية وتبني الثقة بين الأطراف السورية، وكذلك نتائجها الإيجابية في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، داعياً المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في “مؤتمر اللاجئين”.
وادعى المسؤول الإيراني رص بلاده على العملية السياسية في سوريا وإنجاحها من بوابة “اللجنة الدستورية”، معربا عن أمله في أن يتم عقد جولة جديدة بأسرع وقت ممكن، حسب تعبيره.
وتعليقا على ذلك قال الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام “رشيد حوراني” لـSY24، إنه “في ظل الوضع الدولي والإقليمي الرافض لدور طهران في سوريا واستمراره، ووجود ما يمكن تسميته اتفاق ضمني بين روسيا وأمريكا على تقليص دورها في سوريا وهو ما بدأت ملامحه تظهر في جنوب سوريا، تريد إيران من حشر نفسها في مسالة اللاجئين على إبراز دورها فيه، وأنه من الضرورة لتحقيق الاستقرار في سوريا عدم تجاهلها، خاصة أنها تؤثر في ذلك من خلال الضغط على اللاجئين السورين في لبنان من خلال حزب الله”.
وتأمل روسيا والنظام السوري إضافة لدخول إيران على خط ملف اللاجئين السوريين، تأمل جميع تلك الأطراف في أن يسهم المؤتمر، وفق رؤيتها للحل في سوريا، بتخفيف معاناة اللاجئين السوريين وإتاحة المجال لعودتهم إلى وطنهم وحياتهم الطبيعية وخاصة في ظل ما تم تحقيقه على صعيد عودة الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية، وفق ادعاء حكومة النظام أيضا.
يشار إلى أن إيران ادعت مؤخرا، أنها تدعم كل الجهود الرامية للدفع بالعملية السياسية، وتنشيط الجهود المتعلقة باللجنة الدستورية، في حين رأى مراقبون أن إيران ليست جادة في كل تلك التحركات خشية من إسقاط النظام السوري وأركانه وبالتالي فشل مشروعها “الطائفي” الذي هجرت على أساسه ملايين السوريين من مدنهم ومنازلهم، كما شاركت النظام في قتل الآلاف خلال السنوات الماضية.
يشار إلى أن إيران بدأت تكثف من تحركاتها في سوريا عقب زيارة الروس لدمشق، كونها تركز على الجانب الاقتصادي وجانب الاستثمارات التي تسعى روسيا لإنجازها في سوريا، متجاهلة هي وحكومة النظام أي دور لإيران في سوريا.
وتؤكد روسيا أنها مصرة على عقد مؤتمر يخص عودة اللاجئين من الدول المجاورة، رغم كل التسريبات التي تتحدث عن تأجيل المؤتمر بسبب امتناع عدد من الدول والمنظمات الدولية عن المشاركة فيه، إضافة لانتقادات للمؤتمر حتى من مصادر موالية.