أكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية “رمزي المشرفية”، أنه لا مبرر لبقاء أي لاجئ أو نازح سوري خارج وطنه وأرضه كونه لا يوجد أي مبرر لبقائهم بعيداً عن سوريا بعد عودة استقرار الوضع الأمني.
وأضاف الوزير اللبناني في تصريحات عقب ما يسمى “مؤتمر اللاجئين” الذي عقدته روسيا وإيران في دمشق، أن “السبب الأساسي للهجرة والنزوح كان الوضع الأمني في سوريا، واليوم مع انتفاء هذا السبب لا مبرر لبقاء أي لاجئ ونازح خارج وطنه وأرضه، وسوريا تحتاج الى جميع أبنائها لإعادة إعمارها”.
واشتكى الوزير اللبناني من أن “بلاده تمر بظروف اقتصادية ومالية وصحية صعبة ولا قدرة لها على تحمل مزيد من الأعباء”.
وأعلن عن استعداد بلاده الكامل لمساعدة سوريا وروسيا والدول المعنية كافة على تنفيذ خطة العودة التي أقرتها الحكومة في تموز 2020، والتي بدأت بإعدادها وزارة الدولة لشؤون النازحين سابقاً.
ولفت إلى أنه تمت إعادة عدد كبير من النازحين بالتعاون بين الأمن العام اللبناني ونظيره السوري، إلا أن جائحة كورونا وإقفال الحدود بين البلدين أديا إلى تأجيل الاستمرار في هذا الإجراء.
ووصف الوزير اللبناني ما يسمى “مؤتمر اللاجئين”، أنه “خطوة مهمة”، داعياً إلى ضرورة أن يترجم ذلك عبر التعاون بين المعنيين كافة على توفير عودة آمنة وكريمة للاجئين والنازحين السوريين، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير اللبناني “نعتبر هذا الموضوع مسألة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة ولا نقبل إدخاله في أي تجاذبات سياسية”.
وفي أيلول الماضي، جدد الرئيس اللبناني “ميشال عون” دعوته لعودة السوريين إلى بلادهم، مؤكدا أنه ما يزال ينتظر من الدول المعنية أن تتجاوب معه في هذه الدعوات، متجاهلا العالقين على الحدود السورية اللبنانية والذين يمنعهم النظام السوري من الدخول إلا بعد دفع مبلغ الـ 100 دولار.
وفي أيلول أيضا، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، 62 حالة اعتقال واختفاء قسري للسوريين العائدين من لبنان، على يد قوات النظام السوري، وذلك منذ مطلع العام الجاري 2020.
وكان المحامي اللبناني ” محمد زياد جعفيل” انتقد المطالب التي وجهها الرئيس اللبناني “ميشال عون” للمديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للهجرة، لمساعدته على إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وقال “جعفيل” في تصريح خاص لـ SY24، إنه “في كل مرة يتم إثارة ملف النزوح السوري لتبرير العجز المالي في لبنان بينما العجز معلوم أسبابه”.
وأكد “جعفيل” أنه “نعلم جميعا أن هؤلاء اللاجئين هم من بيئة معينة، ولا عودة آمنة لهم حتى تاريخه، و ونحن في لبنان لن نتخلى عنهم”.
يشار إلى أنه في 30 حزيران الماضي، أكد رئيس الحكومة اللبنانية “حسان دياب”، خلال مشاركته عن بعد في مؤتمر “بروكسل 4” المخصص لدعم السوريين، أن كلفة اللاجئين السوريين في لبنان فاقت الـ 40 مليار دولار، لافتا إلى 55% من السوريين في لبنان هم تحت خط الفقر.
وأكد أن “حكومة لبنان حريصة على تضامنها مع النازحين السوريين، وإن الحل المستدام للنازحين السوريين يكمن في عودتهم الآمنة والكريمة إلى سوريا استنادًا إلى القانون الدولي ومبدأ عدم الإعادة القسرية، وينبغي عدم الربط بين مسألة الحل السياسي للأزمة السورية وعودة النازحين إلى ديارهم”.
وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية أن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.