تعاني مدينة دير الزور من أزمة سكن حادة وارتفاع كبير في الإيجارات مما زاد من معاناة المواطنين، في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشونها.
وتعتبر مدينة دير الزور من أكثر المدن المتضررة من القصف العشوائي الذي نفذته قوات النظام، والذي أدى إلى دمار واسع في المباني السكنية، مما دفع عددا كبيرا من الأهالي للنزوح إلى خارج المدينة أو إلى الأحياء التي لم تتعرض للقصف.
ووفقا لمصادر محلية، فإن “نسبة الدمار في المدينة بلغت حوالي 10 بالمئة على الأقل، وهي المباني المدمرة بشكل كامل، في حين كانت نسبة المباني المدمرة بشكل جزئي حوالي 20 بالمئة، والتي أصبحت غير مؤهلة للسكن”.
وبعد أن أعلنت حكومة النظام عن إنهاء تكاليف الموظفين العاملين في المدن الأخرى، ازداد الطلب على المنازل في المدينة، مما أدى إلى أزمة في السكن بسبب قلة المنازل الصالحة للعيش فيها.
وقال الشاب “عبدالله” وهو موظف إحدى الدوائر الحكومية، لمصة SY24، إنه انتقل للعمل في الحسكة ضمن فرع المؤسسة التي كان يعمل بها، ولكن بعد إنهاء التكليف اضطر لترك المنزل الذي كان قد استأجره بمبلغ 15 ألف ليرة والعودة إلى مدينة ديرالزور.
وأضاف أن “العثور على منزل للإيجار في المدينة كان أمرا صعبا، اضطررت للإقامة عند أقاربي لمدة 60 يوما تقريبا، قبل العثور على منزل صغير بإيجار قدره 35 ألف ليرة وهو ما يعادل راتبي تقريبا”.
ولا تقتصر هذه الأزمة على نقص المنازل فقط، بل تتعداها إلى الارتفاع في الإيجارات حيث بلغ متوسط إيجار المنزل في المدينة إلى 40 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل راتب الموظف في الدوائر والمؤسسات التابعة لحكومة النظام السوري.
في حين تبلغ إيجارات المنازل في أحياء القصور والفيلات التي لم تدمر، نحو 75 ألف ليرة سورية، وتنخفض هذه الإيجارات إلى 30 ألف في المنازل التي كانت تقع في مناطق سيطرة المعارضة سابقا، وذلك لافتقار تلك المناطق للخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء، بالإضافة إلى انتشار القوارض والجرذان فيها.
وللوقوف على وضع أحياء ديرالزور التي كانت خارج سيطرة النظام سابقا، تمكنت SY24 من الحديث مع السيدة “أم محمد” التي تملك منزلا في “حي الشيخ يس”، والتي أكدت أن منزلها ما زال يصلح للسكن نوما ما بالرغم من قيام جيش النظام بسرقة أبوابه ونوافذه، مؤكدةً أنها لم تتمكن من العودة إليه، لأن الحي شبه خالي من السكان، ومعظم المنازل فيه مهدمة، بالإضافة إلى عدم توفر الماء والكهرباء.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الميليشيات الإيرانية ساهمت بارتفاع الإيجارات في مدينة ديرالزور بشكل كبير، بسبب إقبالها على شراء المنازل عبر سماسرة محليين وبأسعار مرتفعة وخصوصا في أحياء “الحميدية – العرضي – الحويقة”.
وأكدت مصادر الخاصة، أن “الميليشيات الإيرانية تستغل عدم قدرة أصحاب المنازل على العودة بسبب الخوف من الاعتقال، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف إعادة إعمارها وسوء الأحوال الاقتصادية لمالكيها”.