تعيش إيران حالة من الترقب الحذر لقرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعية من أجل ذلك ميليشياتها إلى التخفيف من انتهاكاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة خوفا من اتخاذ أي إجراء لا يحمد عقباه من الرئيس ترامب ضدها.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده قائد ميليشيا “فيلق القدس” المدعو “إسماعيل قاآني” مع الميليشيات العراقية المساندة لإيران في بغداد، قبل أيام، حسب ما أفادت به وكالة “أسوشيتد برس”.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها حسب ما وصل لمنصة SY24، الجمعة، نقلا عن مسؤولين عراقيين قولهم إن “طهران طالبت حلفاءها في الشرق الأوسط بأن يكونوا في حالة تأهب قصوى، محذرة في الوقت ذاته من تجنب إثارة التوترات مع أمريكا تجنبا لشن ترامب أي هجمات عسكرية ضدها في الأسابيع الأخيرة للرئيس الأمريكي في منصبه”.
ولفت التقرير إلى أنه لا يوجد أي مبرر للقلق الإيراني من نية ترامب شن ضربات عسكرية ضد مواقعها، خاصة وأن ترامب أمر بسحب قوات بلاده من العراق وأفغانستان بحلول منتصف كانون الثاني المقبل، مضيفا أن القلق مصدره عدم القدرة على التنبؤ بأفعال ترامب.
وأشارت الوكالة إلى أن قائد ميليشيا “فيلق القدس” طلب من الميليشيات العراقية والشيعية التوقف عن إعطاء ترامب الفرصة لبدء جولة جديدة من العنف، وقال لهم “تحلوا بالهدوء ووقف الهجمات الآن ضد الوجود الأمريكي في العراق”.
وبالتوجه صوب لبنان، تفيد الأنباء الواردة من هناك بأن متزعم ميليشيا “حزب الله” المدعو “حسن نصر الله”، دعا ميليشياته وطلب منهم “توخي الحذر خلال الأسابيع المتبقية لترامب في منصبه”، وذلك تماشيا مع التوجيهات العسكرية الإيرانية بهذا الصدد.
وكان “نصر الله” قال في تصريحات متلفزة، إنه “علينا جميعا أن نكون في حالة تأهب قصوى خلال الشهرين المقبلين حتى يمرا بسلام”، داعيا ميليشياته “الاستعداد لمواجهة أي خطر أو عدوان أو أذى، والرد بالمثل إذا ذهبت الحماقات الأمريكية أو الإسرائيلية إلى هذا الحد”.
وخلال فترة ولايته صعدّ ترامب من موقفه ضده إيران وأذرعها في المنطقة، سواء على صعيد فرض العقوبات أو على صعيد استهداف مواقعها في سوريا وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها، بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية المتواصلة والتي تعتبر المقرات الإيرانية خاصة في سوريا “بنك أهداف” لها.