أعلنت “القيادة المركزية الأمريكية”، عن تفعيل مهام قاذفة القنابل والصواريخ المتطورة(B-52H)ونشرها في منطقة الشرق الأوسط تحسبًا لأي “عدوان محتمل”، في خطوة أمريكية جديدة رأى فيها مراقبون أنها رسالة موجهة إلى إيران.
وذكرت القيادة المركزية في بيان اطلعت على نسخة منه منصة SY24، أن “طاقم العمل الجوي لطائرة B-52H (ستراتوفورتريس) التابع للقوات الجوية الأمريكية المعين للجناح القصف الجوي الخامس في قاعدة مينوت الجوية في ولاية داكوتا الشمالية الأمريكية، استعد بوقت قصير وانطلق يوم 21 تشرين الثاني (الجاري) بمهمة طويلة الى الشرق الأوسط لردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”.
وأكد البيان قدرة القوات الأمريكية على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان في العالم في غضون وقت قصير، والاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي.
ونقل البيان عن قوله، إن “هذه المهمة تسلط الضوء على قدرات القوات الجوية الأمريكية القوية والمتنوعة التي يمكن إتاحتها بسرعة في منطقة القيادة المركزية”، موضحا أن “القدرة على تحريك القوات بسرعة داخل وخارج وحول مسرح الميدان للسيطرة وأخذ زمام الأمور هي المفتاح لردع أي عدوان محتمل”.
وأشار إلى أن “هذه المهام تساعد طاقم طائرات القصف الجوي على التعرف على المجال الجوي للمنطقة ووظائف القيادة والتحكم، وتسمح لهم بالاندماج مع الأصول الجوية الأمريكية والشريكة في مسرح الميدان، مما يزيد من جاهزية القوة المشتركة”.
وأكد البيان أيضا أن “القيادة المركزية الأمريكية تلتزم بالحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها، كما أنها لا تسعى إلى إحداث أي صراع، وأنها ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم”.
ولفت البيان النظر إلى أن “آخر وجود لطائرات القصف الجوي (بعيدة المدى) في الشرق الأوسط، كان في أوائل عام 2020”.
قال الفريق جريج جويلوت قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية:ان القدرة على تحريك القوات بسرعة داخل وخارج وحول مسرح الميدان للسيطرة وأخذ زمام الامور هي المفتاح لردع أي عدوان محتمل.
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) November 21, 2020
الرجاء الضعط على الرابط ادناهhttps://t.co/Wyye4zsf5r@USAFCENT pic.twitter.com/69gsyRI3SL
وتمتاز “القاذفة الحربية الأمريكية B-52H”، بأنها مزودة بـ 8 محركات، وبقدرتها على حمل 35 طنا من الذخائر والقنابل، وإطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، إضافة إلى قدرتها على إطلاق صواريخ بالستية وأخرى تحمل رؤوسا نووية من مسافات بعيدة جدا، وفق ما تحدثت عدة مصادر إعلامية متطابقة، والتي أشارت إلى أن “القيادة الأمريكية” لجأت إلى هذا النوع المتطور من السلاح في قتالها ضد تنظيم “داعش” في سوريا.
ويأتي التحرك العسكري الأمريكي الجديد عقب التهديدات الإيرانية الأخيرة بأن أي تحرك أمريكي ضدها سيقابل برد “ساحق”، في رد على التقارير التي تتحدث عن نية الرئيس الأمريكي استهداف موقع نووي إيراني، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، والتي أفادت أن” ترامب بحث مع مستشاريه إمكانية ضرب موقع نووي إيراني خلال الأسابيع المقبلة”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ترامب طرح هذا الأمر عقب نشر “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” تقريرا عن مواصلة طهران تخزين اليورانيوم المخصب بمعدلات أكبر من المسموح بها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وسبق إعلان “القيادة المركزية الأمريكية”، الدعوات التي أطلقتها إيران لميليشياتها وأذرعها في المنطقة بضرورة التخفيف من انتهاكاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة خوفا من اتخاذ أي إجراء لا يحمد عقباه من الرئيس ترامب ضدها.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها حسب ما وصل لمنصة SY24، الجمعة، نقلا عن مسؤولين عراقيين قولهم إن “طهران طالبت حلفاءها في الشرق الأوسط بأن يكونوا في حالة تأهب قصوى، محذرة في الوقت ذاته من تجنب إثارة التوترات مع أمريكا تجنبا لشن ترامب أي هجمات عسكرية ضدها في الأسابيع الأخيرة للرئيس الأمريكي في منصبه”.
كما دعا متزعم ميليشيا “حزب الله” المدعو “حسن نصر الله”، ميليشياته وطلب منهم “توخي الحذر خلال الأسابيع المتبقية لترامب في منصبه”، وذلك تماشيا مع التوجيهات العسكرية الإيرانية بهذا الصدد.
وكان “نصر الله” قال في تصريحات متلفزة، إنه “علينا جميعا أن نكون في حالة تأهب قصوى خلال الشهرين المقبلين حتى يمرا بسلام”، داعيا ميليشياته “الاستعداد لمواجهة أي خطر أو عدوان أو أذى، والرد بالمثل إذا ذهبت الحماقات الأمريكية أو الإسرائيلية إلى هذا الحد”.