أعلنت مديرية الأوقاف التابعة للنظام في ديرالزور عن قرارها بنقل قبور “القتلى” الذين تم دفنهم في المرافق العامة إلى مقابر المدينة الرسمية.
وجاء هذا القرار بعد تصريحات لمسؤولين في مجلس بلدية المدينة عن نيتهم إعادة تأهيل الحدائق العامة وضرورة إزالة هذه المقابر.
وتتركز هذه المقابر في الحدائق العامة وحدائق المساجد والساحات الخالية وكذلك في المنازل لعدم مقدرة الأهالي على دفن أبنائهم في المقابر الرسمية التي تقع خارج المدينة بسبب سيطرة النظام عليها آنذاك.
وتحوي هذه المقابر جثامين قتلى من الجيش السوري الحر والذين سقطوا خلال العمليات القتالية ضد قوات النظام، بالإضافة إلى جثامين عدد كبير من المدنيين الذين قضوا بفعل القصف العشوائي الذي نفذته قوات النظام على المدينة.
وتتركز هذه المقابر في مختلف أحياء المدينة، وتشمل حديقة المشتل وحديقة أبو تمام وحديقة النصارى والمعلمين وحوض الفرات والرصافة وغيرها.
في حين تشمل الحديقة المركزية والتي تقع في حي “الجبيلة” على جثث قتلى النظام، والتي تم دفنها سابقا من قبل الجيش الحر بعد سيطرتهم على عدد من أحياء المدينة.
وقال “رائد” وهو أحد عناصر الجيش الحر في المدينة سابقا، لمنصة SY24، “اضطررنا لدفن شهدائنا ودفن من قتلهم أيضا، ولا أتذكر أن أحدا منا فكر بالاقتراب من قبور قتلى النظام”.
واعتبر “رائد”، أن “النظام لم يتمكن من أن ينتقم من الشهداء وهم أحياء، والآن يحاول قتلهم مجددا بعد موتهم”.
وشهدت المقابر التي تضم رفات مئات الضحايا في المدينة، عمليات انتقامية متلاحقة من قبل الأطراف التي سيطرت على المدينة سابقا.
فبعد دخول تنظيم “داعش” إلى المدينة في منتصف عام 2014 عمد إلى تكسير شواهد قبور قتلى الجيش الحر ومنع الأهالي من زيارة المقابر والاهتمام بها.
وبعد انسحاب التنظيم من المدينة عمدت قوات النظام وميليشياته على حرق المقابر ونبش بعضها في خطوة انتقامية من أهالي المدينة الذين وقفوا بوجه.
وطلبت مديرية أوقاف النظام في دير الزور من الأهالي نقل جثثهم من الحدائق إلى المقابر الرسمية التي تقع خارج المدينة في أسرع وقت.
وهددت أنها ستقوم بنقل المقابر المتبقية ووضع الجثامين في قبور جماعية في حال لم يتم نقلها من قبل ذويهم شخصيا.
بينما لا يستطيع عدد كبير من أهالي الضحايا العودة إلى المدينة لنقل جثث أبنائهم، بسبب الملاحقات الأمنية من قبل أفرع النظام مما سيجعل جثامين أبنائهم عرضة لوضعها في مقابر جماعية.
ووفقا لمراقبين، فإن “هذه الخطوات تأتي في إطار العمليات الانتقامية التي تقوم بها قوات النظام وعبر مديرياتها الرسمية، طمس آثار الجرائم التي ارتكبتها سابقا بحق أبناء المدينة”.