بدأت الماكينات الإعلامية والشخصيات الاقتصادية والسياسية التابعة لإيران، بالترويج بأن إيران تولي اهتماما متزايدا للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، معتبرة أنها فرصة لا يجب تفويتها وأن الوقت ملائم جدا لتدخل الشركات الإيرانية الخاصة للاستثمار في هذا المشروع.
ومن بين هذه الماكينات والشخصيات، الخبير في قضايا الشرق الأوسط “مسعود أسد اللهي”، والذي ادعى في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية أن مسألة إعادة الإعمار هو فرصة كبيرة بالنسبة لإيران، زاعما أن الشركات الغربية لا يحق لها الاستثمار في سوريا، أما الشركات الإيرانية فهي يمكنها أن تأتي إلى سوريا وتشارك بكل سهولة”.
وأضاف أنه “يمكن للشركات الخصوصية الإيرانية أن تقوم بدور فعال وحاسم وبارز على مستوى جميع وكافة المجالات”، مؤكدا أنه “لا يجب على الشركات الإيرانية أن تخسر هذه الفرصة أو أن تضيّعها، بل يجب أن تأتي بكل إمكاناتها وتقوم بإعادة البناء والإعمار في سوريا بكافة المجالات الضرورية.
وادعى الخبير الإيراني أنه “في ظل العقوبات الأمريكية على الشركات الغربية، فهذه هي أفضل فرصة لإيران لتقوم بتبديل التهديد إلى فرصة”.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـ SY24، إن “تحالف حكام إيران مع بشار الأسد أمر معروف، وبالنسبة للاستثمار في سوريا فتكاليف تدخل الحرس الثوري الإيراني في سوريا أكثر بكثير من الأرباح الاقتصادية التي سوف تحصل عليها في السنوات القادمة”.
وأضاف أن “الموضوع الأخطر هو محاولة الشركات التابعة للحرس الثوري هو إعادة بناء البنية التحتية في سوريا وذلك ليس لدوافع اقتصادية بل استراتيجية”، موضحا أن “إيران لديها تجربة النفوذ في العراق من خلال بناء المساجد والمشافي متزامنا مع تدفق الشركات الخصوصية (معظمها تابعة للحرس الثوري) وكلها تحت إشراف السفارة الإيرانية متزامنا مع التواجد الأمريكي على الأرض، فهي تحاول تكرار نفس السيناريو في سوريا في ظل التواجد الروسي، فأصبح خطر النفوذ الاقتصادي والثقافي الإيراني في سوريا اليوم أخطر من تواجده العسكري”.
وفي تشرين الأول الماضي، أعلنت طهران أن سوريا باتت من أفضل الأسواق التجارية بالنسبة لها، مشيرة إلى الإنجازات التي تم تحقيقها داخل سوريا واصفة بأنها “أشياء جيدة ورائعة”، فيما أكد معارضون إيرانيون أن المستفيد الأول والأخير من تلك الإنجازات التجارية هي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني فقط.
جاء ذلك على لسان العضو في ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، والسفير الإيراني السابق لدى العراق ” حسن دانايي فر “، والذي أشاد بدور التجار الإيرانيين في سوريا، مشيرا إلى أن سوريا يمكن أن تكون واحدة من أفضل الأسواق للتجارة الإيرانية، حيث ترتبط سوريا جغرافيا بالعديد من الأسواق، كاشفا أن من بين الأنشطة التي قام بها التجار الإيرانيون في سوريا هو افتتاح مبنى تجاري إيراني كبير في دمشق، وهذا النشاط كان من الأشياء الرائعة والجيدة التي تم إنجازها داخل سوريا.
وفي وقت سابق من تشرين الأول أيضا، دشنت إيران مركز “إيرانيان” التجاري في دمشق، مؤلف من 12 طابقا على مساحة 4 آلاف متر مربع، يضم 24 شركة إيرانية، معلنة أنها تهدف من وراء هذا المركز التجاري إلى الوصول إلى مستوى تصديري بـ 1 مليار دولار قبل نهاية عام 2020.
ومؤخرا، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران ورئيس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سابقا، اللواء “يحيى رحيم صفوي”، في 28 أيلول الماضي، أن التدخل الإيراني في سوريا لم يكن مجانيا، وأن روسيا تستفيد أكثر من إيران جراء تدخلها في سوريا ودعمها للنظام السوري، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إيران وقعت الكثير من العقود في سوريا.