أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة وملموسة لإنهاء “الصراع” في سوريا.
وذكرت الرئاسة التركية في بيان لها، أن “أردوغان” أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، وأكد له على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة وملموسة لإنهاء “الصراع” في سوريا على غرار ما حصل بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم “قره باغ”.
وتعتبر دعوة أردوغان” الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري، حيث أعرب خلال اتصال هاتفي مع “بوتين” قبل أيام، عن أمله في استمرار “التعاون بين تركيا وروسيا في سبيل حل الأزمة السورية”، والتوصل إلى آلية بهذا الخصوص شبيهة باتفاق أذربيجان وأرمينيا.
وفي وقت سابق من تشرين الأول الفائت، وصف الرئيس التركي “بشار الأسد” بـ “الظالم”، وأكد أن “تركيا لن تقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بمأساة إنسانية جديدة في إدلب السورية”، محذرا في الوقت نفسه كافة الأطراف الساعية لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة إدلب.
ومساء الاثنين الماضي، قال مستشار “حزب العدالة والتنمية” التركي، “ياسين أقطاي”، في لقاء مصور بثه “تلفزيون سوريا”، إن تركيا لم تتنازل ولن تتنازل عن إدلب، التي أصبحت ملجأً للسوريين الذين نزحوا من ظلم روسيا ونظام الأسد والحشد الشعبي، مشيرا إلى أن سحب بعض النقاط التركية ربما يكون في إطار التحرك المؤقت، وليس انسحاباً نهائياً من سوريا.
وتعليقا على ذلك قال المختص بالشأن التركي “مهند حافظ أوغلو” لمنصة SY24، إن “القلعة الأخيرة للسوريين هي إدلب، وهي تمثل البعد الأمني لأنقرة، وإعادة التموضع والانتشار للنقاط العسكرية التركية قطعاً لا يعني تخلي تركيا عن إدلب”.
وأضاف أنه “نعم هناك ربما تفاهمات تركية روسية ولكن حتى روسيا لا ترغب بابتعاد تركيا عن ضبط الإيقاع هناك، هناك مصالح مشتركة بين الجانبين ولكن ليست على حساب خمسة ملايين سوري فضلاً عن رمزية إدلب”.
وأكد “أوغلو”، أن “موسكو تعلم هذا جيداً، لأن أي مقترحات روسية فيها ضغط على أنقره في إدلب تحديداً سيواجه بضغط أشد سواء من تركيا أو من المجتمع الدولي، ولا ننسى أن الكل ينتظر كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الملف السوري بشكل كامل، وعليه سوف يبقى الوضع في إدلب كما هو دون أن أي تغيير، وإذا لم تتوافق الجهات المعنية على خارطة حل حقيقي شامل للأزمة السورية، فإن الأمور ستبقى تراوح في مكانها”.
يذكر أن الجيش التركي يتواجد بكثافة في محافظة إدلب وريفها، ويدفع بتعزيزات إضافية إلى المنطقة يوميا، حيث يتواجد القسم الأكبر من قواته في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، لمنع جيش النظام من التقدم باتجاه طريق حلب اللاذقية، المعروف باسم طريق M4، كما يستعد لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في منطقة “نبع السلام”، وفقا لمصادر محلية.