لم تتوقف عمليات تجنيد الأطفال ضمن الميليشيات الإيرانية المتواجدة في دير الزور، بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها منظمات محلية دولية بضرورة إيقاف هذه العمليات.
إذ أعلنت ميليشيا فاطميون الأفغانية عن تخريجها دفعة جديدة من الأطفال بعد انتهاء دورة عسكرية خاصة أقامتها سابقا في ريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية أن الميليشيا التي تضم مقاتلين قدموا من أفغانستان، أقامت دورات عسكرية للمنتسبين الجدد في بادية البوكمال ضمت أطفالا دون سن الثامنة عشر.
وقامت الميليشيا بنقل المتخرجين من هذه الدورة إلى مدرسة قرب إدارة المركبات في دير الزور اتخذتها مقرا عسكريا لها، لتقوم بعدها بفرزهم إلى نقاط تمركزها في ريف دير الزور الشرقي والغربي.
وأفادت المصادر أن عددا كبيرا من الأطفال انتسبوا إلى ميليشيا فاطميون بعد تقديم الأخيرة عدة امتيازات لهم ولذويهم تتضمن مبالغ مالية ومواد غذائية وتسهيلات أخرى، مستغلة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه أهالي هؤلاء الأطفال.
وأعرب سكان دير الزور عن تخوفهم من عمليات تجنيد أطفالهم التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية بشكل علني، وذلك بعد مقتل عدد منهم بعمليات عسكرية في وقت سابق.
وقال “ياسر” وهو أحد سكان المدينة لمنصة SY24، إن “الميليشيا تعتمد على غسل عقول الأطفال لإقناعهم بالانتساب لها عن طريق السلطة والقوة الممنوحة لهم”، وأشار إلى أن تعاطي المخدرات أصبح أمرا طبيعيا بين هؤلاء الأطفال.
وتعمد الميليشيا على نشر الفكر الشيعي بين الأطفال المنتسبين لها عبر إخضاعهم لدروس في العقيدة الشيعية ومحاضرات دينية، وتقوم بعدها بتقديمهم إلى لجنة تضم عددا من رجال الدين الشيعة الإيرانيين والذين يتكلمون العربية وذلك لفصحهم وتقدير جهوزيتهم البدنية والعقائدية.
وتعتبر ميليشيا فاطميون إحدى الأذرع التي تعتمد عليها إيران في دير الزور، وذلك بعد تأسيسها في عام 2014 على يد (علي رضا توسلي) والذي قتل سابقا في درعا بعد معارك مع المعارضة السورية.
وتضم الميليشيا حوالي 3000 مقاتل أفغاني تلقوا تدريبات عسكرية على يد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى عدد كبير من المنتسبين المحليين.
وتتلقى ميليشيا فاطميون الأفغانية أوامرها من طهران بشكل مباشر، حيث تقوم ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بدفع رواتب منتسبيها والتي تصل إلى 500 دولار للمقاتلين الأفغان بينما يحصل المنتسبين المحليين على رواتب قليلة وبالليرة السورية.
وتنتشر ميليشيا فاطميون في عدة مواقع في دير الزور، حيث استطاعت إقامة مقرات عسكرية لها في بلدة التبني غرب المدينة وفي بادية الميادين، بالإضافة إلى تواجدها الكبير في معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية حيث تشرف على عمليات تجارة المخدرات.