تتعالى الأصوات من أرياف محافظة درعا جنوبي سوريا، مطالبة بوضع حد لفساد المسؤولين التابعين لحكومة النظام السوري وخاصة رؤساء البلديات والجمعيات الفلاحية، والذين يعملون على استغلال مناصبهم لمصالحهم الشخصية على حساب سكان تلك المناطق.
وفي التفاصيل، أفاد مراسلنا في درعا بتوجه عدة شخصيات ووفود بشكل متفرق من أهالي ريف درعا، إلى مبنى المحافظة والاجتماع مع المحافظ لتقديم شكاوى على رؤساء: “البلديات، والوحدات الإرشادية، والجمعيات الفلاحية”، لاستغلالهم السلطة لمصالحهم الشخصية دون تقديم المساعدات إلى مستحقيها.
ونقل مراسلنا عن تلك الوفود العديد من التفاصيل المتعلقة بوصول المساعدات الإغاثية والإنسانية المخصصة للمحتاجين والأيتام والأسر المتعففة، والتي ذهبت جميعها لصالح هؤلاء المسؤولين والمحسوبين عليهم.
وأكدت الوفود أن الهلال الأحمر السوري سلّم مؤخرا، مواد ومعدات زراعية متنوعة إضافة إلى مضخات المياه والتي يقدر ثمنها بـ 700 ألف ليرة سورية، إلا أنها وزعت على الحزبيين وحاشية المسؤولين، دون أن تصل إلى المزارعين والفلاحين في المنطقة.
كما وزع الهلال الأحمر أيضا على عدد من البلدات، العديد من رؤوس الأغنام مع لقاحها وعلفها الذي يكفي لـ 6 أشهر، وكانت حصة كل بلدة 50 نعجة مقسمة على 25 عائلة، إلا أنها أيضا سرقت ووزعت على المتنفذين والحزبيين الذين يملكون ثروات هائلة.
وتم توزيع مادة المازوت لكل دونم 5 لترات، إلا أن المتنفذين قدموا وثائق تثبت أنهم يزرعون مئات الدونمات لأخذ الحصة الأكبر، كما تم توزيع كميات كبيرة من مادتي القمح والشعير من أجل زراعتها، إلا أنها لم تصل للفلاحين ممن هم بحاجتها، والذين اضطروا لشرائها من السوق السوداء.
ونقل مراسلنا عن الوفود التي تحمل ملف الشكاوى قولها، إن “عدة منظمات تتبع للنظام السوري دخلت لإنشاء مشاريع صغيرة لدعم الفقراء والأيتام منها (معامل ألبان وأجبان- ورش خياطة)، إلا أنها أيضاً تبخرت ولم يعرف من استلمها ومن استفاد منها”.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري وداعميه في درعا وما حولها وحتى في دمشق وريفها، من تردي الواقع الخدمي وظروف معيشية صعبة جدا، يضاف إليها غلاء الأسعار وانتشار البطالة وقلة فرص العمل.
وخلال العام الجاري، طالت العديد من عمليات الاستهداف على يد مسلحين مجهولين، العديد من رؤساء البلديات في ريف المحافظة، منهم من تم قتله ومنهم من أصيب ونجى بحياته، حسب مصادرنا في المنطقة.