ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ اعتقال قاتل الطفلة “هيا” التي فقدت حياتها في منطقة مصياف بريف حماة الغربي، قبل أسبوع.
وكتبت إعلامية موالية للنظام على صفحتها الشخصية في موقع “فيسبوك”، “بعد ما اغتصبها قتلها وقص شعرها حتى يبيعو، وبعدها حرقها بالبنزين”، مؤكدةً أن “يونس قاتل الطفلة هيا أصبح في قبضة العدالة”.
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام، أن “فرع الأمن الجنائي ألقى القبض على القاتل يونس، وعثرت في منزله على خصلتي شعر تعودان للطفلة، حيث اعترف خلال التحقيق بإقدامه على اغتصاب الطفلة وقتلها وحرق جثتها في أحد الأبنية قيد الإنشاء بالقرب من قرية “دير صليب” بريف حماة.
وقبل أسبوع، ذكرت مصادر محلية متطابقة حسب ما وصل لمنصة SY24، أنه تم “العثور على جثة الطفلة هيا (طالبة صف تاسع) من قرية دير الصليب، في مبنى بعد مفرق دير الصليب، حيث تم خطفها واغتصابها ومن ثم خنقها وكسر يديها وقدميها ووضعها داخل منزل غير مسكون وحـرقها بالبنزين”.
وأضافت المصادر أن من اكتشف الأمر هو والد الطفلة الذي كان عائدا من معصرة الزيتون ولفت انتباهه النار المشتعلة في المنزل المهجور، ليتبين فيما بعد أن الحريق اندلع في جسد طفلته التي كانت مختطفة منذ عدة أيام، دون التوصل إلى الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة.
وأعرب عدد من الموالين عن صدمتهم من الحال الذي وصلت إليه الأوضاع في سوريا وقالوا “إلى أي نوع من الإجرام وصلنا؟”، وعلّقت إحدى النساء بالقول “داعش تعيش وتتغلغل في الجسد السوري، ما خلقته الحرب انحطاط أخلاقي وإنساني، زهق للأرواح، بلدنا ليست بحاجة لإعادة إعمار البنى التحتية، هي بحاجة لإعادة بناء المجتمع والنفوس المريضة” وفقاً لها.
ولا تعد تلك الجريمة هي الأولى من نوعها في مناطق سيطرة النظام، إذ في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عثر أهالي حي “الصليبة” وسط مدينة اللاذقية، على جثة فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، مرمية داخل أحد الأبنية السكنية، وعليها آثار الاعتداء الجسدي والجنسي، من قبل مجهولين، في جريمة جديدة تضاف لسجل الجرائم والفلتان الأمني.
وفي تموز أيضا، تم اكتشاف جريمة قتل طفلة قاصر (13 عاما) ورميها في إحدى الأراضي الزراعية على يد شابين بعد اغتصابها، في منطقة الدريكيش التابعة لمحافظة طرطوس.
ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ضجت محافظة السويداء جنوبي سوريا بحادثة مقتل شاب تحت التعذيب على يد مجموعة مسلحة، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين سكان المحافظة.
وذكرت مصادر محلية حسب ما وصل لمنصة SY24، أن مجموعة مسلحة أقدمت على رمي جثة شاب يبلغ من العمر 25 عاما، أمام مدخل مشفى السويداء الوطني، وكان عليها آثار تعذيب شديد.
ومؤخرا، اعترف وزير داخلية النظام السوري “محمد رحمون”، باستمرار انتشار الجريمة في مناطق سيطرة النظام رغم كل الادعاءات السابقة بأن الأمور الأمنية تحت السيطرة، مشيرا إلى أن “الأمن الجنائي ضبط خلال العام الجاري 1086 جريمة هامة تنوعت بين خطف وإرهاب وسلب وعنف، وتم توقيف 1154 شخصًا”.
ومنذ تموز الماضي، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري، حالة غير مسبوقة من ارتفاع عدد الجرائم التي باتت تسجل بشكل يومي، الأمر الذي بدأ يثير الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي تقف وراء ذلك، واصفين الوضع بأنه بات أشبه بـ “الغابة”.