واصلت إيران استغلالها الفن والثقافة للتغلغل في المجتمع السوري إلى جانب تغلغلها وتمددها العسكري والاقتصادي وفي كثير من المجالات الأخرى.
ومن أجل ترسيخ تمددها الثقافي لخدمة أجنداتها وأجندات ميليشياتها ومصالحها الشخصية المستقبلية في سوريا، تعمل على إقامة المهرجانات والمسرحيات وغيرها من النشاطات الثقافية.
وكان آخر صيحاتها في هذا المجال، دخولها إلى منزل الشاعر الدمشقي الراحل “نزار قباني” بحجة إقامة ما أسمته “مهرجانا شعريا” والذي أشرف عليه ما يسمى أيضا “تجمع شعراء المقاومة الدولي في إيران”، وبمشاركة من شعراء إيرانيون وشعراء سوريين موالين لإيران.
وكان الملفت للنظر هو تركيز القصائد التي نظمها الشعراء الإيرانيون على رثاء المقتول “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس”،وذلك من داخل منزل “نزار قباني”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس تجمع شعراء المقاومة الدولي في إيران الشاعر مرتضى حيدري آل كثير، ألقى عدداً من النصوص الشعرية باللغة العربية في وصف الشهداء والشهادة وأهمية دمشق، مستشهداً بدور “قاسم سليماني” الذي وهب حياته للمقاومة وارتقى جراء ذلك إضافة، إلى شاعرين هما أحمد باباي ومحمد حسين ملكيان من إيران، اللذان ألقيا عدداً من النصوص التي تعبر عن العلاقة الوطيدة بين سورية وإيران، حسب تلك الوسائل.
وألقت الشاعرة هيلانا عطا الله قصيدة طويلة ملتزمة الموسيقا الشعرية والموزون لتبدأ بـ (مقتل) سليماني ثم تنطلق إلى الشهداء بشكل عام وإلى دورهم في تحقيق الانتصارات ورد العدوان عن سورية، واستخدمت لذلك الدلالات الشعورية وفق العاطفة الصادقة التي وجدت في كل الأبيات.
واعتبر صاحب منزل الشاعر “نزار قباني” المدعو”رياض نظام”، أن هذا المهرجان في المنزل الذي عاش فيه الشاعر الكبير خطوة ثقافية وطنية مهمة.
في حين رأت رئيسة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة الفنانة التشكيلية “رباب أحمد”، أن المهرجان انطلاقة مهمة يجب أن تتعمم لدعم الفكر المقاوم عبر الشعراء والكتاب والمساهمة بخلق تيار فكري يواجه المشاريع الفكرية المعادية للأمة.
أما مدير ثقافة دمشق “وسيم مبيض”، فرأى أن ثقافة المقاومة تجلت في هذا المهرجان الذي يعتبر انطلاقة مهمة لمبادرات أخرى قادمة، على حد وصفه.
وختم المهرجان الشاعر محمد خالد الخضر برثاء “قاسم سليماني”، والعالم الإيراني “محسن فخري” زادة لأنهما شكلا عقبة بمواجهة مخططات كيان الاحتلال مشيراً إلى أهمية الشهداء وضرورة التمسك بالثوابت لتعود إلى سورية الأمن والأمان كما كانت عليه في المستقبل القريب.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأت إيران الترويج لإعادة عرضها في مقام “السيدة زينب” بريف دمشق بعد عرضها في حلب، والتي تحمل عنوان “الشمس تشرق من حلب”، وتضم مجموعة من الفنانين الإيرانيين والسوريين، وتهدف لتخليد “ذكرى قادة المقاومة الشهداء”.
ورغم أن المسرحية ليست بجديدة وتم عرضها سابقا في حلب، إلا أن مصادر عدة متطابقة أشارت إلى أن مخرجها الإيراني “كوروش زارعي” أدخل عليها تعديلات جديدة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن تلك المسرحية تعرض تشويها للتاريخ بما يناسب الغزو الثقافي والفكر الإيراني.
وفي وقت سابق من الشهر ذاته، والإثنين، أعلنت طهران عن طرح كتاب جديد يوثق ذكريات المقتول “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس”، والجرائم التي جسدتها الميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري، مشيرة إلى أن توثيق الجرائم داخل هذا الكتاب الذي حمل اسم “صباح الشام”، جاءت بأوامر من “سليماني” قبل مقتله.
وفي 18 أيلول الماضي، قالت مصادر خاصة لـSY24، إن “فريقا يتكون من إعلاميين إيرانيين وصل إلى دير الزور قادما من دمشق، لتصوير وثائقي خاص بقائد فيلق القدس الإيراني (قاسم سليماني)”، مشيرة إلى أنه “سينتقل بعد ذلك إلى مدينة حلب للتصوير فيها أيضا”.