ذكر تقرير صادر عن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الجمعة، أن العقوبات المفروضة على النظام السوري دفعت سوريا نحو حافة المجاعة، مشيرة إلى أن “أن سوريا الأسد تتضور جوعا مثلما كان عليه حال العراق إبان حكم صدام (الرئيس العراقي).
وجاء في التقرير حسب ما رصدت منصة SY24، أن القصف الأعمى من قبل النظام السوري وحلفائه الروس طوال 9 سنوات من الحرب أحال البنية التحتية في البلاد إلى خراب، الأمر الذي أدى إلى تراجع الإنتاج الغذائي وأُهمِل التوليد الكهربائي والصناعات الأخرى، وتعثر الاقتصاد.
وتطرق تقرير المجلة الأمريكية إلى الطوابير البشرية أمام الأفران ومحطات الوقود في مناطق سيطرة النظام وأضافت أن “مواقع التواصل الاجتماعي تغص بصور مئات السوريين، وهم يصطفون أمام المخابز لشراء الخبز المدعوم، وأرتال السيارات، وهي تنتظر لساعات أمام محطات الوقود”.
ولفت التقرير إلى أن “نحو 80% من السوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر، وتسببت معاناة الناس من أجل تدبير لقمة العيش في ارتفاع معدلات الجريمة”.
وتحدث التقرير الأمريكي عن انتشار الفساد والجريمة في مناطق سيطرة النظام وجاء فيه أن “عصابات تهريب البضائع والأسلحة والمخدرات واختطاف البشر للحصول على فدية، تعيث فسادا في أجزاء عديدة من سوريا، ويعزو بعض النقاد الأزمات، التي تعاني منها البلاد في جانب منها إلى العقوبات الأميركية المفروضة على قطاعات اقتصادية بعينها”.
ونقلت المجلة الأمريكية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن “تلك العقوبات هي آخر أدوات الضغط على بشار الأسد، التي يملكها الغرب لحمله على الإفراج عن السجناء السياسيين، وضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى وطنهم، والقبول بمصالحة سياسية من شأنها -إذا ما أُجريت بنية صادقة- أن تؤدي إلى تخليه عن السلطة في نهاية المطاف”.
وجاء في التقرير الأمريكي أيضا أن “أن تمويل الغرب لمشاريع إعادة إعمار سوريا سينتهي به الأمر إلى إحكام النظام قبضته على البلاد والعباد، ولكن ليس هناك نية لجعل الأسد ينجح في ذلك حتى لو قدم تنازلات ذات شأن، ثم إن الغرب يتخوف من أن الأسد قد يلجأ ببساطة إلى سحب الأموال، كما فعل من قبل عندما استغل لمصلحته قدرا كبيرا من المساعدات الإنسانية التي أُرسلت إلى المتأثرين بالحرب”.
وقبل أيام، أدرجت “مؤسسة الاستغاثة الدولية”، سوريا، ضمن قائمة أخطر 5 دول لا ينصح بزيارتها عام 2021، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
واعتبرت “الاستغاثة الدولية” وهي شركة للخدمات الصحية والأمنية تتخذ من سنغافورة مقرا لها، أن “ليبيا وسوريا وأفغانستان والعراق وجمهورية إفريقيا الوسطى” من أخطر 5 أماكن على وجه الأرض”.
واستندت “الاستغاثة الدولة” في تقييمها إلى المخاطر الأمنية والتهديدات السياسية والاضطرابات الاجتماعية التي من الممكن أن تواجه المسافرين إلى هذه الدول.
يشار إلى أن مجلة “إيكونوميست” البريطانية ذكرت في تقرير لها، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأن الحرب أدت إلى إضعاف الاقتصاد، إذ باتت تنتج سوريا اليوم 60 ألف برميل نفط وهو سدس ما كانت تنتجه قبل الحرب، ولم تنتج سوريا من محاصيل القمح العام الماضي إلا نصف ما كانت تنتجه قبل الحرب.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت لجنة الأمم المتحدة “الإسكوا” عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها سوريا والمقدرة بأكثر من 442 مليار دولار أمريكي، وذلك خلال الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2019، واصفة تلك الخسائر بـ “لفادحة”.