تشهد المناطق التي تسيطر عليها قوات “قسد” في دير الزور بين الحين والآخر مظاهرات شعبية لأبناء مدن وبلدات المنطقة في محاولة منهم للتعبير عن سخطهم على بعض سياسات الإدارة الذاتية تجاههم.
ويشهد ريف دير الزور الشرقي والغربي أوضاعا معيشية صعبة في ظل ازدياد معدل البطالة بين أبناء هذه المناطق، بسبب قلة فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات وخصوصا مع دخول فصل الشتاء وعدم قيام الإدارة الذاتية التابعة لـ “قسد” بتوزيع مخصصات الأهالي من مادة المازوت على الرغم من انتهاء توزيع مخصصات أهالي مدينة الحسكة.
ويعد الملف الأمني أحد أبرز الأسباب الذي دعى السكان إلى إيجاد الحلول المناسبة له، خصوصا بعد ازدياد نشاط الخلايا التابعة لتنظيم داعش وقيامها بعمليات تصفية لعدد كبير من أبناء المنطقة التي عانت سابقا من جرائم التنظيم.
ووفقا لمصادر محلية فإن “المظاهرات في منطقة الشعيطات دخلت أسبوعها الثاني والتي انطلقت شرارتها الأولى بعد قيام كوادر تابعة لقسد بفصل رئيسة مجلس الفرات التابع للإدارة الذاتية والتي تم انتخابها من قبل أبناء المنطقة”.
و قامت هذه الكوادر بتعيين رئيسة أخرى للمجلس، بحجة أن الأخيرة تفوقت في جميع الاختبارات والدورات التي أقامتها الإدارة الذاتية في مراكز تدريب كوادرها في محافظة الحسكة.
وعبر المتظاهرون عن رفضهم لتدخل “قسد” في الشؤون الداخلية للمنطقة، وطالبوا بتعيين كوادر من أبناء الشعيطات في المجالس المحلية، في حين طالب المتظاهرون الإدارة الذاتية بالعمل على تأمين مستلزمات المعيشة بشكل متساوي مع بقية المناطق التي تديرها، وعبروا عن غضبهم بسبب سياسة التمييز التي تنتهجها “قسد” تجاه أبناء دير الزور.
وتحدث الناشط “عدنان محمد” وهو من أبناء منطقة الشعيطات عن قيام “قسد” ببيع مادة المحروقات في الحسكة، بأقل من سعر بيعه في دير الزور على الرغم من أن المحروقات تأتي من مناطقهم، على حد تعبيره.
وقال الناشط لمنصة SY24، “هناك تمييز تجاهنا من قبل قسد، حيث تمنع أبناء دير الزور من دخول الحسكة والرقة إلا بإحضار ورقة كفيل، في حين هم يدخلون مناطقنا بدون هذه الورقة”.
ويشار إلى أن وفدا من الإدارة الذاتية زار نقاط التظاهر واجتمع مع المتظاهرين وقدم وعودا بحل مشكلة المحروقات وتوزيعه بأسرع وقت وبتكلفة أقل.
وأعلن الوفد أن الإدارة الذاتية بصدد تقديم دعم للقطاع الزراعي في المنطقة عبر إنشاء مشاريع بتكلفة 100 ألف دولار، بالإضافة إلى تحسين الوضع الصحي والخدمي للسكان.
في حين شكك أهالي المنطقة بهذه الوعود التي وصفت بأنها ناقصة ولا تشمل حلا جذريا للمشكلات التي تعاني منها منطقة الشعيطات، وخصوصا في ملف فساد بعض الكوادر الإدارية والسرقات التي يقوم بها بعض الموظفين لديها.
وأشار الناشط في حديثه إلى أن “المظاهرات التي تشهدها منطقة الشعيطات سوف تأخذ منحى آخر مع ازدياد أعداد المشاركين وتشكيل لجنة تضم النخبة المثقفة ووجهاء المنطقة”.
وأضاف أن “اللجنة التي شكلت في منطقة الشعيطات قامت بإعداد قائمة مطالب بغية تسليمها للتحالف الدولي الذي أعلن أنه سيجتمع مع هذه اللجنة في غضون يومين لمناقشة هذه المطالب والعمل على تنفيذها”.
ويشار إلى أن منطقة الشعيطات تضم عدة مدن وبلدات وهي هجين وأبو حمام والكشكية وغرانيج والبحرة والشعفة والباغوز، وتقع هذه البلدات ضمن مجلس فرعي يتبع بشكل مباشر لـ “مجلس دير الزور المدني”، الذي يرأسه “غسان اليوسف”.