استغلت إيران وجود وزير خارجية النظام المدعو “فيصل المقداد” في طهران، لترسل رئيس ما يسمى “جامعة المذاهب الإسلامية الإيرانية” إلى دمشق، وذلك من أجل الاستيلاء على جامعة دمشق بحجة المساهمة في تطوير العملية التعليمية فيها، إضافة لنيتها الاستيلاء على جامعات أخرى في سوريا.
وفي التفاصيل، عقد رئيس “جامعة المذاهب الإسلامية الإيرانية”، المدعو “محمد حسيني”، اجتماعا مع رئيس جامعة دمشق التابع للنظام، المدعو “محمد يسار عابدين”، تم خلاله بحث سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون العلمي والبحثي المشترك في المجالات الطبية والزراعية والهندسة المدنية والمعمارية، بحجة دعم جهود إعادة الإعمار خلال الفترة القادمة.
وكشف “الحسيني” عن نوايا طهران من وراء الاستيلاء على جامعة دمشق، وادعى أن “الجانب الإيراني مستعد لتقديم كل أشكال الدعم لجامعة دمشق في مجال الأبحاث والخبرات، وتبادل الزيارات العلمية والإطلاعية للأساتذة والطلاب، والإشراف على الأبحاث المقدمة في مرحلة الدراسات العليا، بما يسهم في تطوير العملية التعليمية في جميع الاختصاصات”، مبيناً أن زيارة الوفد “ستشمل خلال الفترة القادمة جامعات البعث وحلب وطرطوس”.
وادعى “الحسيني” أن “لديهم عرضاً عن الجامعات والمؤسسات العلمية التي يمثلونها، والذي سيتم تقديمه وإمكانيات التعاون مع جامعة دمشق في مختلف الاختصاصات”.
من جهته أشاد رئيس جامعة دمشق، بالعلاقات العلمية المتميزة بين سوريا وإيران وبرامج التعاون العلمي والثقافي والبحثي المتعددة بين الجانبين، مبيناً أن إيران ومراكزها العلمية والبحثية قطعت شوطاً كبيراً في الكثير من المجالات العلمية والتقنية المتطورة.ودعا رئيس جامعة دمشق، إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين جامعة دمشق والجامعات الإيرانية، ووضع البرامج التنفيذية الخاصة بها، والتوسع بهذه الاتفاقيات بما يحقق الفائدة المشتركة.
ولفتت مصادر موالية للنظام، إلى أن هناك 6 اتفاقيات علمية سارية المفعول بين جامعة دمشق والجامعات الإيرانية منذ عام 2018 وحتى تاريخه، مع جامعة طهران للعلوم الصحية، وجامعة آزاد الإسلامية (فرع العلوم والبحوث)، وجامعة طهران (كلية الزراعة)، وجامعة أمير كبير للتكنولوجيا، وجامعة المذاهب الإسلامية، وجامعة فردوسي.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت إيران نيتها البدء بإعادة إعمار المدارس المتضررة في مناطق سيطرة النظام، والاهتمام أكثر بالمجال التربية، مؤكدة أن هدفها زرع المحبة بين الأبناء في المدارس، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تأتي استكمالا للمخططات الإيرانية في سوريا وهذه المرة من بوابة التعليم.وأكدت طهران وعلى لسان سفيرها في دمشق “جواد ترك أبادي”، أنها تريد تعزيز حضورها في مجالي التربية والتعليم، ولا سيما في مجالات المناهج التعليمية، والكتب الدراسية، وطرائق التدريس، واستخدام التقنيات المتطورة.
وفي 22 أيلول/سبتمبر الماضي، بدأ المركز الثقافي الإيراني في دير الزور ، وحسب ما نقلت مصادر خاصة لمنصة SY24، بترميم بعض المدارس في مدينة البوكمال وريفها شرقي دير الزور، وذلك بأوامر مباشرة من الحاج عسكر قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في المدينة.
ووفقا للمصادر فإن المدارس التي بدأ ترميمها، هي: مدرسة حطين في البوكمال – الثانوية الشرعية في البوكمال – مدرسة البنات في بلدة السكرية – مدرسة الهري الإبتدائية – مدرسة السويعية، وأن ذلك جاء عقب زيارة مدينة البوكمال من قبل أعضاء السفارة الإيرانية بدمشق، ومسؤول مركز “كشافة المهدي” في دير الزور، إضافة لـ “الحاج حسين” مسؤول “المركز الثقافي الإيراني” في المنطقة.
وكان الحقوقي “عبد الناصر حوشان” قال لـSY24، إنه “على ما يبدو أن روسيا وإيران تقاسمتا أعمال الحكومة السورية فاستولت روسيا على وزارات الدفاع والاقتصاد والخارجية والداخلية والتجارة الخارجية والعدل، و استولت إيران على وزارات التربية و الإدارة المحلية والثقافة”.
وأشار “حوشان” إلى أنه “من الطبيعي أن تكون إيران ذات اليد الطولى في إعداد المناهج التعليمية لتتوافق مع سياستها في نشر التشيّع في سوريا، وهو ما تركته لها روسيا لأن ذلك آخر همها، فالروس همهم الثروات والاقتصاد و الإيرانيين همهم المذهب وتفكيك المجتمع السّني”.
وفي 28 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران ورئيس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سابقا، اللواء “يحيى رحيم صفوي”، أن التدخل الإيراني في سوريا لم يكن مجانيا..
واعترف “صفوي”، حسب وسائل إعلام إيرانية، أن روسيا تستفيد أكثر من إيران جراء تدخلها في سوريا ودعمها للنظام السوري، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إيران وقعت الكثير من العقود في سوريا.