وصف أحد الأشخاص الذين رافقوا المقتول “قاسم سليماني” خلال الحرب الدائرة في سوريا وتحديدا على جبهات الشمال، بأنه كان يرغب بجعل منطقة “نبل والزهراء” أشبه بـ “سويسرا”، متجاهلا جرائم الحرب التي ارتكبها إلى جانب النظام السوري وقتل السوريين.
وادعى “الحاج أحمد الجنيد”، وحسب ما نقلت عنه وكالة “مهر” الإيرانية ورصدت منصة SY24، أنه أينما تواجد “سليماني” وُجدت المحبة، متجاهلا آلاف المدنيين الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية التي أشرف عليها شخصيا في سوريا.
وأضاف، أن المقتول “سليماني”، أطلق على شيعة سوريا صفة “أيتام آل محمد”، وأنه ” كان اباً لجميع الشيعة الموجودين، وعندما كان موجودا فقد كان هناك املاً كبيراً لحل جميع المشكلات المستعصية حتى وان كانت على المستوى الاجتماعي أو العسكري، فقد يكون موجود في الحال”.
وذكر “الجنيد”، أن المقتول “سليماني” عندما رأى بعض الأطفال الذين أنهكتهم ظروف الحرب في منطقة “نبل”، توقف وبدأ “بتوزيع الحلويات والأطعمة وكان يطعمهم بيديه الطاهرتين”.
وادعى أن المقتول “سليماني”، “لم يفرّق بين الشباب الفاطمي وشباب الجيش وشباب سوريا، فقد كانوا جميعاً في نظره اخوة مجاهدين في سبيل الله، فكان يعاملهم جميعا بنفس الطريقة، فلم ينظر الى جنسية المجاهدين ولم ينظر الى طوائفهم بل كان ينظر لهم على انهم اخوة، فكان وجودة دعم معنوي لكل المجاهدين ولكل الاخوة بغض النظر عن جنسيتهم”.
ولم يكتف صديق المقتول “سليماني” بتلك الادعاءات، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال “كانت الصلاة من أكثر اهتمامات الحاج قاسم سليماني، فاذكر انه في منطقة نبل والزهراء كان الشهيد سليماني يتابع خطوط التماس بشكل مباشر، وكانت تفصلنا بين خطوط التماس والمدينة ما يقارب 6-7 كيلومتر، وعندما خرجنا من خطوط التماس حل وقت الظهر وأتى وقت الصلاة، فطلب الحاج قاسم من السائق الوقوف لتأدية فريضة الصلاة، فقلت له انه لا يفصلنا عن المدينة سوى 7 دقائق فقط، فقال “لا، ان احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها “، فتوقفنا وصلينا على الفور، ورفض تأجيل وتأخير الصلاة لخمس دقائق”.
وأشار المصدر الإيراني إلى أن “سليماني” كان يولي اهتماما متزايدا لمنطقة “نبل والزهراء” شمالي حلب، وكان يهتم بسكان المنطقة، وكان يؤكد أنه “علينا أن نجعل هذه المنطقة شبيهةً لسويسرا”، وفعلاً بدأت إعادة إعمار المنطقة، وتم إعادة الخدمات لها، وتم بناء مشفى خاص للمنطقة وقمنا بتزفيت الطرقات وفتح فرص عمل للأخوة المجاهدين الذين يحتاجون للعمل، وبذلنا جهداً كبيراً في موضوع التعليم، وموضوع الدراسة في جامعات إيران، على حد زعمه.
وختم المصدر ذاته، بالقول: إن المقتول “سليماني” كان شخصُا “استثنائيا” ويدخل القلب دون استئذان، وفقه زعمه.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت طهران عن طرح كتاب جديد يوثق ذكريات المقتول “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس”، والجرائم التي جسدتها الميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري، مشيرة إلى أن توثيق الجرائم داخل هذا الكتاب الذي حمل اسم “صباح الشام”، جاءت بأوامر من “سليماني” قبل مقتله.