“أزمة كهرباء خانقة”.. هو العنوان الأبرز لما يعانية سكان الغوطة الشرقية إلى جانب الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تثقل كاهل المواطن، في ظل تهميش واضح ومتعمد من حكومة النظام السوري لتلك المناطق.
إذ تفيد مصادرنا في تلك المنطقة، أن التيار الكهربائي يغيب عن سكان الغوطة الشرقية مدة 8 ساعات متواصلة، وبعض الأحيان يستمر انقطاع الكهرباء لمدة 10 ساعات، مقابل ساعة أو ساعتين تشغيل.
وأوضحت مصادرنا أن مدينة “دوما” تعد من أبرز المناطق التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، إذ عاش سكان المدينة مطلع الشهر الجاري، 9 أيام متواصلة من دون كهرباء المولدات، في حين أن كهرباء النظام كانت تاتي من ساعتين إلى 3 ساعات فقط يوميا، وأضافت مصادرنا أن هذه الفترة التي يأتي فيها التيار الكهربائي غير كافية لحاجة المدنيين وأعمالهم المنزلية.
وأشارت المصادر إلى أن الأيام الماضية شهدت عمليات سرقة لكابلات الكهرباء في حي الحجارية داخل المدينة، لافتين إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها سرقة كابلات الكهرباء دون معرفة الفاعلين، كما تم أيضا سرقة كابلات مخرج حي بتوانة ومخرج شارع بورسعيد في “دوما” خلال الفترة الماضية.
ولا يعتبر الوضع في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية خاصة في بلدات “عين ترما وزملكا وكفربطنا وحزة ومديرا”، أفضل حالا مقارنة مع غيره من المناطق، إذ يعتبر الوضع أسوء حيث أن بعض الأحياء لم تصلها كهرباء النظام، في حين أن المولدات تعمل بشكل متقطع، ما ينعكس بشكل سلبي على ضخ المياه إلى خزاناتهم.
ولفتت مصادرنا إلى أن المدنيين يقومون بتعويض النقص وقلة الكهرباء بالمولدات المحلية، لكن غالبية العوائل غير قادرة على سحب خط كهرباء من المولدات، إذ يبلغ سعر كيلو الواط 1000 ليرة سورية.، وهذا السعر يفوق قدرة الأهالي على دفعه، تزامنا مع الوضع المعيشي والمادي السيء في المنطقة.
“أبو ياسر” وهو أحد أبناء بلدة “عين ترما”، قال لمنصة SY24، إن “الوضع الذي وصلت إليه المنطقة أسوء بكثير مما كانت عليه قبل سنوات أثناء الحصار المفروض على الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام”.
وأضاف أن “الأهالي جميعهم يعانون والوضع جدا مأساوي، بلا كهرباء وبلا ماء، مع العلم أن المنطقة سيطرت عليها قوات النظام منذ 3 سنوات ولم يتم تحسين إلا بعض الأمور التي لا تعتبر من الأساسيات”.
وأشار إلى أن “الوضع المعيشي والمادي لا يسمح لنا بالقيام بتشغيل مولدة كهربائية منزلية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وقلتها، ما شكل معاناة كبيرة لا يمكن وصفها على الإطلاق”.
وتابع أنه “يضاف إلى تلك المعاناة، سرقة كابلات الكهرباء، ففي جميع بلدات الغوطة يستفيق أهالي أحد أحياء البلدات على سرقة عدة كابلات من أحيائهم، ما يجعلهم بعيشون أياما عديدة من دون كهرباء، وسط عدم قدرة السكان على شراء كبل آخر وتوصيله بسبب غلاء سعره بشكل كبير دون أي تعويض من قبل النظام أو مساندة منه للمدنيين”.
وتعاني كافة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري والتي سيطر عليها مؤخرا، من تردي الواقع الخدمي والبنية التحتية، بسبب تملص حكومة النظام من الإيفاء بوعودها في تحسين المرافق الحيوية والخدمية والاقتصادية، وعدم الاستجابة لشكاوى السكان وأصواتهم التي تتعالى يوماً بعد يوم.