عمد النظام السوري إلى إهمال القطاع الصحي في مدينة البوكمال بريف دير الزور، بالرغم من سيطرته مع الميليشيات الإيرانية على المدينة، منذ انسحاب تنظيم “داعش” منها في أواخر عام 2017.
حيث تحدث مراسل منصة SY24 في مدينة البوكمال عن توقف مشفى المدينة الوطني عن العمل منذ أكثر من خمس سنوات، وعدم قيام مديرية الصحة التابعة للنظام بإعادة تأهيله.
وأشار مراسلنا إلى وجود مستوصف وحيد في المدينة يفتقر إلى أدنى مستويات الخدمات الأساسية ولا يستقبل الحالات الإسعافية بعد انتهاء الدوام الرسمي.
وأكد مراسلنا أن “غالبية من يعمل في هذا المستوصف ممرضين غير قادرين على استقبال الحالات الحرجة وخصوصا مرضى القلب والسكر والحالات الناتجة عن الحوادث المرورية”.
في حين يضطر عدد كبير من المرضى إلى قطع مسافة 130 كم باتجاه المشافي الموجودة في مدينة دير الزور مما يعرض حياة المرضى إلى خطر كبير، إضافة إلى عمليات الابتزاز التي يتعرضون لها على الطريق.
وأفاد شهود عيان من المنطقة، بأن عناصر الميليشيات الإيرانية يقومون بابتزاز أهالي المرضى لنقلهم بسيارات تابعة لهذه الميليشيات إلى مشافي دير الزور، وذلك لسهولة عبورهم من الحواجز المنتشرة على الطريق”.
وأشار “أبو أحمد” وهو مدني من البوكمال، إلى قيام بعض عناصر الميليشيات الإيرانية بتأمين سيارات مهمتها نقل المرضى إلى مشافي دير الزور مقابل مبالغ مالية ضخمة.
وقال المدني لمنصة SY24، إن “الأهالي يضطرون إلى التعامل مع هؤلاء العناصر، وذلك لأن سياراتهم لا توقفها الحواجز مما يحسن فرص نجاة المرضى الذاهبين إلى مشافي دير الزور”.
وأضاف أنه “في حال لم تركب في سيارات الميليشيات فيجب عليك دفع أتاوة لعناصر الحاجز وإلا فإنهم سيوقفونك طويلا وربما يموت مريضك على الحاجز”.
بينما عمدت الميليشيات الإيرانية إلى إنشاء مشافي خاصة بها وذلك لمعالجة عناصرها وعائلاتهم، وقامت بتجهيز هذه المشافي بأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى وجود كادر طبي إيراني مشرف على عملها.
حيث قامت هذه الميليشيات سابقا بالاستيلاء على بناء في حي (المشاهدة) في مدينة البوكمال وحولته إلى مشفى أطلقت عليه اسم (مشفى القدس)، والذي يقدم خدمات مجانية لعناصره، بالإضافة إلى تقديمه الأدوية والمستلزمات الطبية لعائلات منتسبي هذه الميلشيات.
وفي السياق تحدثت مصادر محلية عن قيام ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالاستيلاء على مشفى (الهناء الخاص) داخل مدينة البوكمال وحولته إلى مشفى عسكري خاص بعناصرها.
ويعاني القطاع الصحي في عموم مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور من نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك بسبب الإهمال المتعمد من وزارة الصحة في حكومة النظام السوري.
في حين لا يستطيع عدد كبير من المرضى الدخول إلى المشافي الخاصة وذلك بسبب ارتفاع تكلفة العلاج، بالإضافة إلى تردي الوضع الإقتصادي لدى المواطنين، بسبب ارتفاع معدل البطالة وزيادة الأسعار وانخفاض الأجور مقارنة بدخل المواطن.