اعترفت إيران بأنها كذبت بشأن قواتها التي تتواجد في سوريا، بالرغم من إنكارها سابقا، وتأكيدها على تقديم الاستشارات العسكرية للنظام السوري فقط.
وقال العميد “محمد رضا نقدي” الذي يشغل يعمل نائبا لمنسق “الحرس الثوري الإيراني”، إن “انخرط الجنرال سليماني على جبهات سوريا جلبت لنا الشماتة من الجميع، لأننا لم نستطع أن نقول ونصرح إلى العلن بأننا نشارك في الحرب السورية، وأخفينا القوات التي قُتلت في سوريا، وقلنا بأنهم استشهدوا في غرب إيران”.
وأضاف: “بفضل تضحيات قاسم سليماني، الآن يمكننا أن نقول بسهولة أننا ذهبنا إلى سوريا وقاتلنا هناك ودافعنا عن حرم السيدة زينب بدمشق”.
وذكر “نقدي” في لقاء تلفزيوني بث على القناة الأولى الإيرانية الرسمية، خلال حديثه عما أسماه بتضحيات المقتول “قاسم سليماني” القائد السابق لـ “فيلق القدس” الذي قتل قبل عام بغارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد، أن “إيران أنفقت في الثلاثين عام الماضية 17 مليار دولار على الأنشطة الدفاعية والثقافية في المنطقة”.
وتحدث عن تحذيرات أطلقها سياسيون ومسؤولون إيرانيون عن خسارة حتمية للحرب في سوريا، إلا أن “قاسم سليماني ذهب بأمر من المرشد الأعلى إلى سوريا، ونزل على مدرج مطار محاصر من قبل العدو بطائرة تحمل عشرات المتفجرات والأسلحة، وهذا العمل يشير إلى إخلاص سليماني، مما شجع خامنئي باتخاذ أحد أهم أصعب القرارات في تاريخ إيران»، على حد تعبيره.
وفي أيلول الماضي، نفت إيران جميع المعلومات التي تتحدث عن أي تواجد عسكري لها في سوريا، مؤكدة وعلى لسان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أن تواجدها يقتصر على المستشارين فقط وليس هناك أي تدخل عسكري إيراني في سوريا.
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـ SY24، إن “مثل هذه الأكاذيب حول عدم وجود قوات عسكرية إيرانية في سوريا هو للحفاظ على ماء الوجه، في ظل استنكار الشارع الإيراني أي تدخل عسكري في الدول المجاورة، كما ويمكن أن نعتبره من ضمن الأكاذيب الغوبلزية (اكذب واكذب وستجد من يصدقك)، التي يتربص بها قادة الجيش والحرس الثوري بين حين وآخر”.
وفي 9 تموز الماضي، أعلنت إيران عن توقيع اتفاقية مع النظام السوري لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى المجالات بين البلدين، بينما رأى فيها مراقبون أنها تتيح لإيران وضع يدها على جيش النظام.
وقبل أيام، أكد وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، أن ميليشيات “لواء فاطميون” الأفغانية، اكتسبت الكثير من الخبرات القتالية في سوريا، داعيا أفغانستان إلى الاستفادة من خبرات تلك الميليشيا.
وذكرت مصادر إيرانية معارضة، أن ميليشيا “لواء فاطميون” تتألف من لاجئين أفغان في إيران قاتلوا في سوريا لدعم “بشار الأسد”، وأن هؤلاء الأشخاص أرسلتهم ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” كقوات بالوكالة إلى دول مختلفة، بما في ذلك سوريا، ويخضعون لقيادة ميليشيا “فيلق القدس”، لافتة إلى مقتل عشرات المقاتلين الأفغان في القتال في سوريا حتى الآن.
يشار إلى أنه ومنذ بداية الثورة السورية زجّت إيران بآلاف المقاتلين في سوريا من مختلف الجنسيات (الإيرانية – العراقية – اللبنانية – الأفغانية) تحت شعارات دينية إيديولوجية، قُتل وجرح منهم الآلاف، وما زالت إيران تواصل زج المقاتلين بعد تدريبهم في معسكراتها.
وتنتشر الميليشيات الإيرانية في العديد من المحافظات السورية، وتهيمن بشكل كامل على مناطق واسعة، وتحديدا في حلب ودير الزور ودمشق، والتي تقيم فيها عددا كبيرا من المقرات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى مخازن السلاح التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بشكل مستمر.
يشار إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، جويل رايبورن، (قبل استلام منصبه كمبعوث خاص للملف السوري)، قال في تصريح خاص لـSY24، في 27 آب/أغسطس الماضي، حذر إيران من “تحويل سوريا إلى حصن عسكري لمواجهة دول الجوار”، مجددا دعوة بلاده بضرورة خروج إيران وميليشياتها من سوريا.