عاد التوتر يخيم على منطقة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي والذي تسيطر عليه قوات “قسد”، عقب احتجاج أبناء المنطقة على الواقع المعيشي، ومطالبتهم بمحاربة الفساد.
حيث كانت مسيرة نظمها مجلس الفرات المدني التابع للإدارة الذاتية في منطقة الشعيطات ضد ما أسماه ” التدخل التركي في الشؤون السورية”، إلى أنها تحولت إلى احتجاجات شعبية ضد سياسات “قسد”.
وانطلقت الاحتجاجات بعد إجبار قوات تابعة لـ “قسد” الموظفين التابعين لمجلس الفرات المدني، بالإضافة إلى المعلمين وطلاب المدارس للخروج في هذه المسيرة بعد حشد عدد كبير من عناصر “الأسايش” وإغلاق الطرق الرئيسية.
وطالب المحتجون بإيقاف عمليات التجنيد الإجباري التي فرضتها “قسد” على العاملين في القطاع التعليمي ونادوا بتحسين الوضع المعيشي لأبناء المنطقة وتوزيع الثروات على الجميع بالتساوي.
كما دعا البعض إلى إقالة كل من “سعد الهفل” مسؤول المحروقات، و”يحيى المعزي” مسؤول المطاحن في منطقة الشعيطات، وذلك بعد توجيه تهم لهم بالفساد والمحسوبية على حد تعبيرهم.
وتأتي هذه الدعوات في ظل عودة أزمة المحروقات التي تشهدها منطقة الشعيطات بعد إيقاف الزيادة التي أقرها مجلس دير الزور المدني وعدم حصول الأهالي على مخصصاتهم من مادة المازوت.
وفي السياق تداول ناشطون محليون صورا لمادة الطحين التي تم توزيعها على أفران المنطقة، والتي وصفت بأنها “لا تصلح لإطعام الأغنام” على حد تعبيرهم، وطالب الناشطون بإقالة مسؤول المطاحن.
في حين دعا عدد من النشطاء المحليين إلى إضراب عام للمدارس في جميع القرى والبلدات الواقعة في منطقة الشعيطات، وذلك احتجاجا على سياسات “قسد” تجاههم.
بينما باشر عمال النظافة وعمال البلدية في بلدة “أبو حمام” إضرابهم المفتوح عن العمل بسبب عدم صرف رواتبهم منذ ثلاثة شهور، بالإضافة إلى مطالبتهم بزيادة عدد الموظفين في البلدية.
وأكد مراسلنا في دير الزور، أن “أبناء منطقة هجين نظموا صباح اليوم احتجاجات مماثلة للمطالبة بحقوقهم”.
وأشار الناشط “محمد أديب” خريج كلية العلوم السياسية في جامعة الشام الدولية، إلى أن هذه المطالب قد لا تشهد استجابة من “قسد” بسبب ما أسماه “طبيعة حكم قسد الإجبارية للمنطقة”.
وقال “أديب” في حديث لمنصة SY24، إن “تلبية مطالب المتظاهرين مرتبطة بإجراء تغييرات في المجالس المدنية ولا أعتقد أن قسد قادرة على تغيير بنيتها الإدارية في هذا الوقت”.
وأضاف أن “استجابة قسد للمتظاهرين قد تؤدي إلى زيادة المطالب مستقبلا ولهذا نجد أن تعامل قسد القاسي مع المظاهرات هو أمر طبيعي بالنسبة لطريقة حكمها للمنطقة”.
وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي والغربي مظاهرات مستمرة منذ إعلان “قسد” عن فرض التجنيد الإجباري على العالمين في القطاع التعليمي والموظفين في مجلس دير الزور المدني.
في حين عمدت قوات “قسد” على اعتقال عدد من الشبان من على الحواجز بغرض سوقهم إلى التجنيد الإجباري، بالإضافة إلى قيامها بمداهمة بعض قرى الشعيطات واعتقال بعض الناشطين المحليين.
وقالت مصادر محلية، إن “أحد المسؤولين عن الحراك الشعبي في منطقة الشعيطات تعرض للضرب على يد مجهولين بعد انتهاء وقفة احتجاجية نظمت في المنطقة”.
بينما عمدت الإدارة الذاتية إلى تكثيف المشاورات مع أبناء المنطقة بغية الوصول إلى حل وسطي يرضي جميع الأطراف، وذلك من خلال الاجتماعات التي نظمها مجلس الفرات المدني مع عدد من وجهاء منطقة الشعيطات وبعض النشطاء المحليين.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” احتجاجات شعبية رافضة للسياسة التي تعتمدها “قسد” في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وذلك بسبب سوء الأوضاع المعيشية وفرض التجنيد الإجباري على السكان.