تشكل لدى أصحاب المحال التجارية في مدينة دمشق، حالة من الرعب، بسبب الإجراءات التي تتبعها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من أجل مراقبة التجار والناس في الأسواق.
وقال مراسلنا إن “العشرات من العناصر الأمنية التابعين لفرع فلسطين وفرع الأمن العسكري، ينتشرون في سوق الحميدية بدمشق، الأمر الذي شكل حالة من الرعب والخوف لدى التجار والعاملين في السوق”.
وذكر المراسل أن “العناصر الأمنية ينتشرون في السوق دون الكشف عن هويتهم الحقيقة، حيث يظهرون أنفسهم على أنهم باعة جوالة، بالإضافة إلى أن فرع فلسطين يقوم بالإمساك بقضية البسطات، ويمنع أي شخص من فتح أو وضع أي بسطة مهما كانت صغيرة إلا بعد أن يقوم بإجراء دراسة أمنية عنه”.
وأشار مراسلنا إلى أن “عناصر الفرع يجبرون من يتجاوز مرحلة الدراسة الأمنية، على دفع إتاوة لهم، حيث يتم تخصيص مكان له مقابل إيجار شهري، لا يقل عن 200 ألف ليرة شهريا”.
وتحدث الشاب “معين” لمنصة SY24 عما جرى معه بعد قيامه بوضع بسطة لبيع الدخان بالقرب من المسجد الأموي عند مدخل سوق الحميدية، مؤكداً أن ثلاثة أشخاص قاموا بزيارته بعد دقائق من وضع البسطة، وطالبوه بإغلاقها واللحاق بهم.
وأكد أنه قام باللحاق بهم، وطلبوا هويته وخضع للتحقيق لمدة عشر دقائق وأمام المارة، لكن بشكلٍ سري، مشيرا إلى أن “قاموا بإجباري على دفع مبلغ 150 ألف ليرة لأنني بدأت بالعمل دون موافقتهم”.
وأضاف أن “العناصر أظهروا لي هوية أمنية صادرة عن فرع فلسطين، وطلبوا مني مبلغ 100 ألف ليرة شهريًا مقابل السماح لي بالعمل، وفِي حال عدم موافقتي هددوني بمصادرة البضاعة واعتقالي على الفور في المرة القادمة”
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية تراقب السكان وتتجسس على خصوصياتهم، حيث أكد مراسلنا في الغوطة الشرقية، الخميس الماضي، أن “قوات النظام اعتقلت ثلاثة شبان من مدينة دوما بالغوطة الشرقية، الأربعاء الماضي، وذلك بسبب مكالمة هاتفية جرت بين شابان يعملان في مهنة الإعمار، والتي قال فيها أحدهم للآخر: جيب معك صاروخ وتعال لعندي فوراً، وهو يقصد الصاروخ الذي يستخدمونه في عملهم”.
وأوضح المراسل أنه “وبعد قرابة النصف ساعة جاءت دورية مشتركة من فرع الأمن الجنائي وفرع أمن الدولة وتم اعتقال الشبان من منزلهما بجانب مشفى اليمان، كما تم اعتقال شاب آخر كان يقف في المكان، حيث تم اقتيادهم جميعا إلى مخفر المدينة، دون الكشف عن مصيرهم حتى الآن”.
وتساهم الانتهاكات التي ترتكبها قوات النظام والأجهزة الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في زيادة معاناة السكان بشكل كبير، في ظل الأوضاع المعيشية السيئة والأوضاع الاقتصادية الصعبة.