أطلق ناشطون إعلاميون سوريون، حملة إعلامية بعنوان “ضد الفلتان الأمني” بهدف تسليط الضوء على حالة الخلل الأمني الحاصل في الشمال السوري.
وأدى الفلتان الأمني مؤخراً إلى وقوع انتهاكات بحق عاملين في مختلف القطاعات سواء العسكرية أو المدنية وحتى الإعلامية.
وذكر القائمون على الحملة في بيان، أن مناطق شمال غرب سوريا عامة، والخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” بشكل خاص، تشهد عمليات خطف واغتيال وتفجيرات مستمرة، تقف وراءها جهات هدفها خلق حالة من الفوضى العارمة في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.
وأضاف البيان أن مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني”، كان لها خلال العام الماضي، أثر بالغ من وراء تلك الجهات، والتي لاتزال تعيث في المحرر فساداً من عمليات قتل واستهداف تطال الفصائل ومؤسسات الشرطة والفعاليات المدنية والثورة ونشطاء الحراك الثورية، ليس بآخرها اغتيال الناشط “حسين خطاب” ومحاولة اغتيال الزميل “بهاء الحلبي” في مدينة الباب.
وجاء في البيان، أنه انطلاقا من إيمان كافة النشطاء الإعلاميين والفعاليات المدنية والثورية بأن حفظ الأمن لعموم المنطقة، مسؤولية منوطة بالفصائل المسيطرة وقوى الأمن والشرطة، ولأن تكرار الحوادث دون كشف الجهات القائمة عليها من مهامهم، وسط حالة التراخي الحاصلة في ضبط الأمن ووقف تلك العمليات، فإنهم يطلقون حملة تحت عنوان “ضد الفلتان الأمني”.
وذكر القائمون على الحملة، أن حملتهم الإعلامية، ليست ضد أي فصيل أو مكون عسكري، وإنما دعوة تشاركية لجميع القوى للوقوف على مسؤولياتها، والعمل بشكل جاد وحقيقي للتعامل مع الخلل الأمني الحاصل بكل جدية، وكشف الجهات التي تقف وراء تلك العمليات الإرهابية، ومحاسبتها أمام الجميع.
وقال القائمون على الحملة في بيانهم “لأننا ندرك أن هناك قوى وأطراف عديدة أبرزها (النظام وقسد وداعش)، هي المستفيد الأكبر من حالة الفوضى والخلل الأمني، ولأن هذا الوضع من شأنه أن يؤثر على كل مناحي الحياة في المنطقة التي تغص بالملايين من المدنيين، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانب السلطات الأمنية والعسكرية لكشف تلك الجهات وندعمها بكل الوسائل المتاحة، لقطع الطريق على كل من يحاول زعزعة أمن المنطقة وتفكيك بنيتها المدنية والعسكرية”.
وتأتي تلك الحملة، على خلفية الاعتداءات الأخيرة والتي طالت نشطاء إعلاميين في الشمال السوري، تسببت في قتل بعضه وإصابة البعض الآخر، كان آخرها محاولة مسلحين مجهولين، الأربعاء الماضي، اغتيال الناشط الإعلامي “بهاء الحلبي” والذي يعمل كمراسل لـ “تلفزيون سوريا”، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، التي تعيش حالة الفلتان الأمني الناتجة عن غياب دور الشرطة في ضبط الأمن في المنطقة.
وسبقها في كانون الأول الماضي، قتل الصحفي “حسين خطاب” جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة الباب، وذلك أثناء إعداد تقرير مصور عن ضحايا كورونا وخطره على المجتمع.
وكانت مصادر مهتمة بالأوضاع الميدانية والأمنية في الشمال السوري، أكدت لمنصة SY24، أن “منطقة درع الفرات في حلب، منطقة محررة والجيش الحر فيها عدو للنظام وPYD والتنظيمات المتشددة، ومن مصلحة جميع الأطراف عدم وجود حالة استقرار في المنطقة، يضاف إلى ذلك هشاشة المؤسسات الأمنية في المنطقة، ما يسمح لأن تكون المنطقة مسرحاً للعمليات الأمنية”.
وتعتبر مدينة الباب بريف حلب، من أكثر المناطق الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” التي تشهد عمليات اغتيال وخطف، والتي أعلن تنظيم “داعش” عن وقوفه خلف معظمها.
وخلال الأشهر الماضية، كثف تنظيم “داعش” من عملياته في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” شمالي سوريا، حيث تنشط خلايا التنظيم بكثافة في المنطقة، التي وصفها المتحدث باسم “داعش” في كلمة له بثتها الماكينات الإعلامية التابعة للتنظيم مؤخراً، بـ “مناطق الصحوات المرتدين”، الأمر الذي اعتبره مراقبون دعوة واضحة لجنوده من أجل تنفيذ المزيد من الهجمات.