ظاهرة تغزو مدينة دير الزور!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

لعبت الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في دير الزور دورا بارزا في حدوث تغيرات كبيرة في البنية المجتمعية للسكان.

حيث يعاني أهالي مدينة دير الزور من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب ازدياد أسعار المواد الغذائية وارتفاع إيجارات المنازل بالمقارنة مع انخفاض الأجور، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في معدلات البطالة بين الشباب.

جميع هذه العوامل أدت إلى انتشار ظواهر جديدة على مجتمع المدينة المحافظ، ولعل أبرز هذه الظواهر هي ظاهرة التسول خصوصا بين الأطفال.

حيث اتجه بعض الأطفال إلى سوق العمل في محاولة منهم تأمين دخل إضافي لعائلاتهم في ظل الارتفاع الجنوني في الأسعار، وكذلك غياب الرقابة من قبل مؤسسات الدولة.

بينما اتجه الأطفال الذين لايملكون عائلة إلى التسول في الشوارع والنوم في الحدائق، وذلك بعد مقتل ذويهم أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة.

وأشار “عبدالله” وهو أحد سكان المدينة إلى أن هذه الظواهر هي دخيلة على المجتمع في دير الزور ذات الطابع العشائري.

وقال في حديث خاص مع منصة SY24: “لم نكن نشاهد متسولا إلا بشكل نادر ويكونون في الغالب من خارج المدينة، ولا أعرف أحدا كان ينام في الشوارع أو الحدائق العامة سابقا”.

وتعاني مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية من انتشار المواد المخدرة بشكل كبير واتجاه بعض الشباب إلى المخدرات، نتيجة البطالة والفقر حيث تعمل الميليشيات الإيرانية على ترويجها في المدينة.

وأكد مراسلنا في دير الزور، أن الميليشيات الإيرانية تقوم بإغراق السوق بأنواع مختلفة من المخدرات وبيعها بأسعار رخيصة، بالإضافة إلى قيامها بتقديم هذه المخدرات بالمجان لعناصرها المحليين.

وأوضح أن “الشباب والأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على المخدرات المعروفة يتجهون إلى (شم الشعلة) وهي مادة كيميائية تسبب أمراضا خطيرة في الجهاز التنفسي”.

وتحدث المواطن “عبد الله”، عن انتشار الجرائم أيضا، قائلاً: إن “جرائم القتل كانت نادرة الحدوث سابقا أما الآن فالمدينة تستيقظ كل يوم على جريمة قتل أو سرقة أو اغتصاب”.

وتشهد المدينة ارتفاعا كبيرا في معدلات الجريمة المتراوحة بين القتل من أجل السرقة والاختطاف من أجل طلب الفدية، وكذلك انتشار عمليات سرقة منازل النازحين في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية سابقا.

ولعل أبرز منفذي هذه الجرائم هم من منتسبي الميليشيات المحلية الموالية للنظام، والذين يملكون حصانة من قبل مؤسسات الدولة الأمنية ولا يتم محاسبتهم عليها.

في حين تحاول الميلشيات الإيرانية استغلال الوضع الاقتصادي السيء الذي يعاني منه أهالي المدينة في مصلحتها، وذلك من خلال توزيع مواد إغاثية ومساعدات مالية للأهالي مقابل انضمام أبنائهم إلى صفوفها.

بينما لعبت المراكز الثقافية الإيرانية والمؤسسات الدينية التي تتبع لها دورا كبيرا في نشر الفكر الشيعي بين السكان وخصوصا بين الأطفال وذلك عبر تقديم الهدايا والألعاب لهم خلال الاحتفالات التي تقيمها.

مقالات ذات صلة