حذر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية “أنس العبدة”، من عمليات تهريب المخدرات التي يقوم بها النظام السوري بالتعاون مع ميليشيا حزب الله والميليشيات الإيرانية الأخرى، لافتا النظر إلى نقاط التهريب المعتمدة لهذه التجارة خاصة على الحدود السورية اللبنانية.
كما لفت “العبدة” الانتباه، في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، إلى أن ميليشيا حزب الله “حوّلت مزارع مدينة القصير غربي حمص، إلى مزارع حشيش بعد أن سلب هذه الأراضي من أصحابها”.
وأضاف “العبدة” أن بيوت الناس في القصير والقرى القريبة منها أصبحت مزارع للحشيش، وأن المعامل البدائية لتصنيع الحبوب المخدرة موجودة في درعا والمستودعات أيضًا، وأن سوق التصريف في سوريا كبيرة، وأن الأهالي في حلب، ودير الزور، ودمشق، والمناطق الساحلية، ودرعا يعلمون جيدًا هذه الأمور ويعانون منها.
وقال “العبدة” إنه “على الحدود السورية اللبنانية هناك أكثر من 25 نقطة تهريب يتم من خلالها إدخال المخدرات والحشيش إلى سوريا، ويتم من خلالها أيضًا نقل الأسلحة إلى لبنان”.
وتابع أنه “على الحدود السورية العراقية هناك تقريبًا نفس العدد من نقاط التهريب التي تُدخل إيران عبرها المخدرات والسلاح والعناصر”.
وأضاف “العبدة” أن “النظام المجرم في دمشق يكثّف عمليات تهريب المخدرات والحشيش بأنواعها، بالتعاون مع حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية في سوريا، وكل ذلك في محاولة لإنقاذ نفسه اقتصاديًا”، مؤكدا أن “هذا النظام أغرق البلاد بالسموم ومُصمم على قتل السوريين جميعًا”.
وأضاف أن “النظام وإيران وحزب الله اللبناني حولوا سوريا إلى مستودعات مخدرات كبيرة، يتم فيها تصنيع وبيع هذه المنتجات السامة، كما يتم منها نقل هذه المنتجات إلى أطراف الأرض الأربعة، إلى الأردن والخليج عبر الحدود السورية الأردنية، وإلى مصر وليبيا واليونان وإيطاليا ودول أخرى عبر ميناء طرطوس، ويتم تعبئة هذه المخدرات في علب المتة والحليب ومنتجات استهلاكية أخرى”.
ودعا “العبدة” في ختام بيانه الجميع إلى “التكاتف والعمل أكثر من أجل منع هذا النظام المجرم من الاستمرار بتدمير سوريا وأهلنا، وأن يُدرك المجتمع الدولي أن خطر هذا النظام عابر للقارات بسمومه وفساده”، واصفا النظام السوري بأنه “سرطان يجب استئصاله”.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، وثقت مصادر خاصة من الغوطة الشرقية، استيلاء ميليشيا “حزب الله” على أراضي النازحين والمهجرين وتحويلها إلى مزارع لزراعة مادة “الحشيش”، ومن ثم بيع تلك المادة وترويجها في مناطق دمشق وريفها، بالتعاون والتنسيق مع ضباط يتبعون للنظام السوري.
وأكدت المصادر الخاصة لمنصة SY24 حسب ما نقل عنها مراسلنا في المنطقة، أن عناصر ميليشيا “حزب الله” في الغوطة الشرقية، تعمل على زراعة الحشيش في العديد من الأراضي الزراعية وبيعها في مناطق دمشق وريفها، عبر ضباط للنظام وبعض الأشخاص التابعين لهم.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كشفت مصادر خاصة عن تورط شخصيات أمنية رفيعة المستوى تتبع للنظام السوري، بحماية تجار المخدرات والشحنات الكبيرة التي يتم إدخالها عن طريق ميليشيا حزب الله من لبنان، ليصار إلى تهريبها صوب دول الخليج.
وأوضحت مصادرنا بشكل تفصيلي أيضا أن شحنة المخدرات كانت قادمة من لبنان عن طريق ميليشيات حزب الله، ومن ثم تدخل للأراضي السورية عن طريق معابر غير شرعية بين لبنان وسوريا، وبعدها تصل إلى تجار سوريين متعاملين مع الحزب، حيث يتم نقل هذه المواد بسيارات عسكرية من القلمون الغربي للبادية بتنسيق مع ضباط من النظام.
ومؤخرا، اعترف النظام السوري بانتشار كبار تجار المخدرات في مناطق سيطرته، مدعيا إلقاء القبض على نحو 6 آلاف متهم بقضايا مخدرات هذا العام، وأكثر من 9 آلاف متهم في العام الماضي، كما ادعى أن الجهات المختصة لا تفرق بين تاجر مخدرات كبير أو صغير، كاشفا في الوقت ذاته عن أرقام صادمة لكميات المخدرات التي تم ضبطها ومصادرتها.