باحثون سوريون يتحدثون عن انتشار ظاهرة الأطفال “مجهولي النسب”!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

حذر باحثون سوريون من ارتفاع وتيرة انتشار ظاهرة الأطفال “مجهولي النسب” في سوريا، وسط الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمر فيها سوريا، سواء على صعيد الفقر أو التفكك الأسري جراء الحرب الدائرة في سوريا منذ 10 سنوات، لافتين النظر إلى أن نسبة الفقر في سوريا وصلت إلى 93%.

وجاء في الدراسة التي نشرها باحثون في “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”، واطلعت على نسخة منها منصة SY24، أن المتغيرات العسكرية والاجتماعية في سوريا، أدت إلى تزايد أعداد الأطفال “مجهولي النسب” خاصة في المناطق الخارجة على سيطرة النظام.

وأرجع الباحثون الأسباب إلى “الزواج من مقاتلين أجانب لم تحدد هوياتهم بدقة، أو بسبب الزواج من مقاتلين محليين قُتلوا لاحقا، وتعذر إيجاد وثائقهم أو تسجيل واقعات زواجهم بسبب فقدان الوثائق أو موت الأبوين كليهما”.

وأشار الباحثون إلى أنه “مع تغير خرائط السيطرة، تكشفت الأعداد الكبرى لأبناء هذه الظاهرة، حيث استدعت الحاجة إلى توثيق وجودهم أو تحديد نسبهم وجنسياتهم، وإيجاد الجهات الوصائية الكفيلة برعايتهم، وخصوصا في حال غياب الأبوين”.

ولفت الباحثون إلى أن “الحرب ساهمت في تفكك بنية الأسرة السورية وعدلت وظائفها، وأنه لم يتوقف تصدع الأسرة السورية وتفككها على الجوانب البنيوية، بل شمل القيم الاجتماعية التي تعمل على تعزيز التماسك الأسري، فبرزت الصراعات والعداوات والقطيعة بين الإخوة والأقارب، نتيجة وجودهم في صفوف أطراف مختلفة في الصراع السوري”.

وأشار الباحثون إلى ظهور سلسلة من المشكلات الاجتماعية في سوريا، من أبرزها انتشار العصابات الإجرامية، استفحال القتل، واختلاط القيم الداعمة للتماسك والتضامن بالقيم التفكيكية للنسيج الثقافي والاجتماعي، ما أدى بدوره إلى خلل كبير في بنية الأسرة السورية ووظائفها.

وأضافوا أن ذلك أنتج عددا من المشكلات الاجتماعية ومنها: “الطلاق، تعدد الزوجات، زواج القاصرات، الإتجار بالبشر، العنف ضد المرأة والطفل، ازدياد عدد الأطفال الأيتام، والأطفال غير المصحوبين بأسرهم، انتشار عمل الأطفال، والتسرب المدرسي، والزواج المبكر بالتوازي مع ظاهرة العزوف عن الزواج، وارتفاع نسبة العزوبية عند الذكور والإناث.

وذكر الباحثون أن كل ذلك ساعد في تنامي نسبة الفقر في سوريا إلى 93%، لافتين إلى أن أكثر من 70% من السوريين الآن هم تحت عتبة الفقر المدقع.

وأضافوا أنه مع انعدام الأمان الغذائي، وغياب المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وجد أكثر من ربع مليون سوري نفسه بين التسول المباشر والتشرد على قارعة الطرقات، عدا عن أعداد المشردين في المخيمات غير الخاضعين لهذا التصنيف.

وأرجع الباحثون أسباب تزايد نسبة الفقر إلى غياب المعيلين الذكور إلى جانب الفقر العام وغياب فرص العمل والتآكل الاقتصادي العام، وجنوح النظام إلى التماهي المطلق مع أمراء الحرب الساعين إلى مزيد من النهب العام، ليضاف إلى جمهور المتسولين الذي يتسع شرائح جديدة من الأرامل واليتامى والأطفال مجهولي النسب الذين لم يجدوا معيلا لهم، إضافة إلى المعاقين جرحى الحرب وكبار السن العاجزين.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دقت منظمة الأغذية العالمية “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمية ناقوس الخطر، محذرة من أن سوريا من بين 16بلدا مهددة بزيادة مستويات الجوع الحاد وبشدة في حال لم يتم التحرك العاجل و تزويدها بالمساعدات الإنسانية.

وأشارت المنظمة في تقريرها، حسب ما وصل لمنصة SY24، إلى أن سوريا من بين 16 بلدا مهددة بشدة جراء زيادة مستويات الجوع الحاد.

وفي حزيران/يونيو الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن “السوريين في الوقت الراهن يواجهون أزمة غذائية غير مسبوقة، وتواجه سوريا حالياً دوامة السقوط في هاوية الفقر والجوع.

مقالات ذات صلة