تفيد الأنباء الواردة من محافظة دير الزور شرقي سوريا، بأن الميليشيات التابعة لإيران انسحبت من عدة نقاط عسكرية، قبل تنفيذ الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية بساعات قليلة.
وقالت مصادر خاصة لمنصة SY24، إن “العشرات من المقاتلين التابعين لميليشيا حزب الله اللبنانية، انسحبوا من النقاط العسكرية في منطقة كباجب الواقعة على الطريق الدولي الواصل بين دمشق ودير الزور”.
وذكرت المصادر أن “الميليشيا سحبت مقاتليها من نقاط الحراسة في منطقة كباجب بشكل مفاجئ، ونقلت مقاتليها إلى بادية حمص”، مشيرة إلى أن “الانسحاب جاء قبل ساعات قليلة من قيام الطيران الإسرائيلي بقصف مواقع إيرانية في دير الزور وريفها”.
والخميس الماضي، كشفت شبكة “صدى الشرقية” عن قيام الميليشيات الإيرانية بسحب عدد كبير من آلياتها العسكرية واللوجستية من قاعدة “الإمام علي”، بناء على قرار صدر من “الحاج عسكر” قائد المليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال.
ووفقا للشبكة، فإن “الميليشيات قامت بتوزيع الآليات الثقيلة على أحياء متفرقة داخل مدينة البوكمال والقرى القريبة منها، بالإضافة إلى مطار الحمدان، بينما نقلت السيارات العسكرية إلى بادية الميادين و بادية البوكمال، ونقل بعضها إلى داخل الأراضي العراقية”.
واعتبر المحلل السياسي العقيد “إسماعيل أيوب”، أن الخطوة الإيرانية الأخيرة المتمثلة بإخفاء الآليات العسكرية واللوجستية من قاعدة “الإمام علي” في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، متعلقة بالضربات الجوية التي تتلقاها عن طريق الطائرة المسيرة.
وقال “أيوب” في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “التحركات التي تقوم بها الميليشيات في دير الزور سببها تلك الضربات، وهي أمور تكتيكية وربما يكون هناك تفكير من الإيرانيين للرد على مقتل سليماني أو يريدون تغيير تموضعهم وحفر خنادق وملاجئ وما إلى ذلك”.
يشار إلى أن المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، نفذت خلال الساعات الماضية، عشرات الغارات الجوية على ما لا يقل عن 11 موقعا في مستودعات عياش بمدينة دير الزور، ومدينتي الميادين والبوكمال ومحيطهما”.
وأكد مراسلنا، أن “معظم المواقع المستهدفة تتواجد فيها القوات الإيرانية وميليشياتها، وعقب الغارات أغلقت قوات النظام الطريق المؤدي إلى المشفى العسكري في مدينة دير الزور، بعد استهداف أحد مواقع المخابرات الجوية في حي غازي عياش، وأقامت العديد من الحواجز في محيط المشفى”.
وذكر أن “سيارات الإسعاف نقلت أكثر من 40 قتيلاً ومصاباً من ميليشيات إيران إلى المشفى، وبينهم العديد من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام”.
وتداول ناشطون صورا لإزالة الأنقاض من المواقع التي استهدفت من قبل إسرائيل دير الزور، ويظهر فيها عدد كبير من الأشخاص الذين يرتدون الزي العسكري الخاص بقوات النظام السوري”
وتأتي تلك الغارات الإسرائيلية عقب أيام قليلة من تقدم نواب في البرلمان الإيراني بمشروع يحمل اسم “رد إيران بالمثل” للمصادقة عليه، والذي يلزم الحكومات الإيرانية المتعاقبة القضاء على إسرائيل خلال 20 عامًا، والعمل على إخراج القوات الأمريكية في المنطقة.
وجاء المشروع المزعوم في 16 مادة، ويتضمن إلزام الحكومة الإيرانية، باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تؤدي إلى القضاء على إسرائيل بحلول آذار/مارس عام 2041.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية تنتشر في العديد من المحافظات السورية، وتهيمن بشكل كامل على مناطق واسعة، وتحديدا في حلب ودير الزور ودمشق، حيث تقيم في تلك المناطق عدد كبير من المقرات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى مخازن السلاح التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بشكل مستمر.