مازالت مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري تشهد حالة انعدام شبه كاملة في الخدمات الأساسية، وذلك مع غياب الدور الرقابي لمؤسسات الحكومة، بالإضافة إلى انتشار الفساد والمحسوبية في دوائر الدولة.
حيث تشهد المدينة انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي تصل إلى أكثر من 16 ساعة يوميا كحد أدنى، بالإضافة إلى فقدان مادة المازوت المخصصة للتدفئة في ظل انخفاض كبير في درجات الحرارة.
وأشارت مصادر محلية إلى أن عدد ساعات التقنين في الكهرباء وصل إلى 5 ساعات انقطاع مقابل ساعة تغذية، وذلك بعد قيام وزارة الكهرباء بتخفيض عدد الأمبيرات المعطاة للمدينة مقارنة بالمدن الأخرى.
ويعاني طلاب الجامعات في المدينة من مشكلة الانقطاع المتكرر في الكهرباء خصوصا مع إعلان وزارة التعليم العالي عن موعد الامتحانات النصفية للجامعات في 24 من الشهر الجاري.
حيث أشار “عمر” وطالب في كلية الاقتصاد، إلى صعوبة تقديم الامتحان في هذا الوقت بسبب “عدم قدرة الطلاب على الدراسة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة” على حد تعبيره.
وقال الطالب لمنصة SY24، إن “معظم الطلاب يعانون من هذه المشكلة، فالكهرباء تأتي ساعة وأحيانا أقل كل خمس ساعات ناهيك عن البرد”.
وأضاف: “لديك ساعة واحدة فقط لشحن البطارية والهاتف والمصابيح والدراسة ولا أظن أنني قادر على تقديم الامتحان هذا الفصل”.
وترتبط مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بالانقطاع المتكرر لمياه الشرب عن أحياء المدينة، وذلك لضعف ضخ المياه عبر أنابيب التغذية واستحالة وصولها إلى الطوابق المرتفعة بدون (محرك لضخ المياه).
حيث يضطر عدد كبير من الأهالي إلى استخدام أوعية كبيرة لنقل المياه من الطوابق السفلية، وذلك لعدم وصول المياه إلى منازلهم المرتفعة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة المولدات الصغيرة على تشغيل (محركات ضخ المياه).
في حين اتهم أهالي مدينة دير الزور حكومة النظام بقيامها بصرف أموال طائلة على مشاريع غير مفيدة للمواطن وقيامها بإهمال قطاعات خدمية مثل الصحة والتعليم والكهرباء.
وأشارت مصادر محلية إلى قيام بلدية دير الزور وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيراني بصيانة حديقة (كراميش) في منطقة حويجة صكر والتي تستخدمها الميليشيات الإيرانية في إقامة مهرجانات ورحلات ترفيهية للأطفال بغرض نشر مشروعها الخاص في المنطقة.
يشار إلى أن المشاكل التي تعاني منها القطاعات الخدمية في مدينة دير الزور زادت من المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الأهالي في ظل حالة الركود الكبيرة في الأسواق، بالإضافة إلى افتقار المواطن للاحتياجات الضرورية.
والجدير بالذكر أن قوات نظام النظام وبالتعاون مع الميليشيات الإيرانية وسلاح الجو الروسي استطاعوا انتزاع الأحياء التي كانت خارج سيطرتهم من تنظيم داعش قبل أكثر من ثلاث سنوات.
حيث لم تشهد هذه الأحياء أي أعمال صيانة في البنى التحتية المدمرة نتيجة القصف الذي طالها، بالإضافة إلى قيام الميليشيات الإيرانية والمحلية بأعمال (تعفيش) طالت معظم المنازل التي نزح أصحابها بفعل القصف.