الحسكة.. مشاكل التعليم المزدوج تعود للواجهة مجدداً!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد محافظة الحسكة توترا كبيرا بين الإدارة الذاتية التي تسيطر على معظم أجزاء المحافظة وبين حكومة النظام السوري التي تسيطر على المربعات الأمنية وبعض الأحياء المدنية في المنطقة.

ولم تتوقف هذه التوترات على الناحية العسكرية ومحاولة فرض السيطرة الميدانية فقط، بل تعدتها لتصل إلى الجانب التعليمي.

ويعاني الطلاب في الحسكة من مشكلة المناهج المزدوجة التي تدرس في مدارس المحافظة والتي تقسم إلى مناهج خاصة بالإدارة الذاتية والمناهج المعتمدة لدى حكومة النظام.

حيث عمدت “قسد” ومنذ بداية سيطرتها على المحافظة في 2013 على طرح مناهج خاصة بها في محاولة منها لإنشاء مقاطعة مستقلة عن حكومة النظام، في حين استمر التدريس في مدارس النظام ضمن المناهج الرسمية والمعتمدة من قبله.

واستمرت الإجراءات التي اعتمدتها الإدارة الذاتية في تغيير المناهج وذلك بعد أن أقرت تدريس كتبها التي تصدرها “لجنة التربية والتعليم” التابعة لها وإجبار جميع المدارس التي تتبع لها بتدريس هذه المناهج.

فيما حافظت المدارس التي تقع ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في المربع الأمني لمدينة الحسكة والقامشلي على تدريس المنهاج المعتمد من قبل وزارة التربية التابعة لحكومة النظام.

ومنعت قوات “قسد” المعلمين من إعطاء المناهج الخاصة بالنظام السوري في مناطق سيطرتها، مما أدى إلى شلل كبير في العملية التعليمية في المنطقة والذي أثر بشكل كبير على الطلاب.

حيث أشارت مصادر حكومية رسمية إلى أن عدد المتسربين عن التعليم في محافظة الحسكة وصل إلى أكثر من 160 ألف طالب وطالبة، في حين بلغ عدد المدارس التي تقع ضمن سيطرة النظام إلى حوالي 400 مدرسة من أصل 2400 مدرسة بحسب مصادر النظام السوري.

بينما تسيطر “قسد” على 1950 مدرسة وتقوم لجنة التعليم التابعة لها بإدارتها وبإعطاء المناهج الخاصة بها، حيث يدرس في هذه المدارس حوالي 170 ألف طالب بحسب إحصائيات للإدارة الذاتية.

وفي السياق أشارت أم أحمد (والدة أحد الطلاب)، إلى أن “مشكلة التعليم في الحسكة أصبحت تثقل كاهل الطلاب والأهالي، بالإضافة إلى حالة المدارس المتردية وسوء إدارتها وعدم صيانة المرافق التعليمية والصحية” على حد تعبيرها.

وقالت السيدة في حديث مع منصة SY24: “نحن مجبرون على تدريس أبنائنا في مدارس قسد على الرغم من أن المنهاج الذي تدرسه غير معترف به لدى حكومة النظام”.

وأضافت: “من الناحية العامة نجد شبها كبيرا بين مناهج قسد ومناهج النظام ولكن المشكلة ليس بطريقة التعليم ولكن بالشهادة الناتجة عن هذه المدارس ولهذا لا أعرف أين سيكمل الأولاد تعليمهم بعد نهاية المرحلة الثانوية”.

وفي ظل التوتر الأخير الذي تشهده محافظة الحسكة بين قوات النظام السوري وقوات “قسد”، لجأت الأخيرة إلى اعتقال عدد من المدرسين في مناطق سيطرتها في الحسكة.

حيث قامت قوات “الأسايش” التابعة لـ “قسد” باعتقال ستة مدرسين في بلدة الدرباسية شمال مدينة الحسكة، وذلك بسبب إعطائهم دروس تقوية في المناهج التابعة لحكومة النظام السوري.

وعلى خلفية الاعتقال شهدت بلدة الدرباسية وقفة احتجاجية نظمها أهالي المعتقلين بالإضافة إلى طلاب المدارس، مما دفع قوات “الاسايش” لفض هذه الوقفة واعتقال عدد من المشاركين بحجة عدم ترخيصها.

والجدير بالذكر أن الناحية التعليمية في مناطق سيطرة “قسد” تعاني حالة من الفوضى وذلك بعد إعلان الإدارة الذاتية فرض التجنيد الإجباري على المعلمين العاملين في “لجان التربية والتعليم” التابعة لها.

حيث شهدت مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي عدة وقفات احتجاجية ضد القرارات التي أصدرتها الإدارة الذاتية بخصوص التجنيد الإجباري، بالإضافة إلى قيام عدد كبير من المعلمين بتنفيذ إضراب عن العمل في محاولة منهم ثني “قسد” عن قراراتها.

مقالات ذات صلة