حصلت منصة SY24 على تفاصيل الاجتماعات التي عقدت في مدينة درعا، على خلفية الهجوم الذي شنته الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام على مدينة “طفس” في ريف المحافظة، أمس الإثنين.
وقالت المصادر إن “عدة اجتماعات عقدت في الملعب البلدي بمدينة درعا، بين اللجنة المركزية في المنطقة الغربية، واللواء علي محمود مسؤول الفرقة الرابعة في درعا، بحضور ممثلين عن اللواء الثامن في الفيلق الخامس، والجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة الجنوبية، أندري فلاديميروفيتش كولوتوفكين”.
وأكدت المصادر لمنصة SY24، أنه “تسليم اللجنة المركزية أسماء المطلوبين العاملين مع تنظيم داعش والمتواجدين في طفس، لتسليمهم للفرقة الرابعة مع الأسلحة التي بحوزتهم، أو تسليم أسلحتهم وتأمين خروجهم نحو الشمال السوري”.
وتضمنت قائمة المطلوبين للفرقة الرابعة، كلاً من: “خلدون الزعبي، معاذ الزعبي، أبو إياد جعارة، أبو طارق الصبيحي”، بالإضافة إلى أسماء أخرى.
كما تم بموجب الاتفاق إيقاف جميع العمليات العسكرية حتى مساء الإثنين، بالإضافة إلى انسحاب الحواجز العسكرية والنقاط التي تمكنت قوات الفرقة الرابعة من السيطرة عليها في محيط مدينة “طفس”، ووفقا للمصادر فإنه “تم الاتفاق على التهدئة للتفاوض مع خلايا داعش من قبل اللجنة المركزية”.
في حين أكد مراسلنا، أن “قوات النظام تواصل إغلاق الطرق الواصلة بين قرى وبلدات المنطقة الغربية في درعا، بالرغم من الاتفاق المبرم بين اللجنة المركزية والفرقة الرابعة”.
وأشار إلى أن “التحركات على الأرض تشير إلى انهيار الاتفاق وعودة المواجهات العسكرية، بسبب استقدام الفرقة الرابعة تعزيزات عسكرية ضخمة، من راجمات للصواريخ وعدد كبير من الدبابات والمدرعات إلى ضاحية درعا صباح اليوم الإثنين”.
وأمس الأحد، بدأت قوات النظام السوري، حملة عسكرية على مدينة طفس بريف درعا الجنوبي، مستخدمة المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات والمضادات الأرضية، حيث اندلعت معارك عنيفة في محيط المدينة، الأمر الذي أدى لمقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من الفرقة الرابعة التي يقودها “ماهر الأسد”، إضافة إلى إعطاب عدد من الآليات الثقيلة لقوات النظام.
وشهدت مدينة “طفس”، خلال الآونة الأخيرة، خلافات عشائرية تدخلت فيها مجموعة “الزعبي” لصالح إحدى العشائر واستخدمت الأسلحة الثقيلة في استهدافها، الأمر الذي وجدت فيه قوات النظام ذريعة للتدخل للسيطرة على المنطقة بحجة سحب السلاح الثقيل، و بحجة أن هذا السلاح يشكل خطرا على القوات الموجودة في المنطقة.
وأوضح مراسلنا، أن “خلدون الزعبي” كان يشغل منصب قائد “فرقة فجر الإسلام” التابعة للجبهة الجنوبية، ومعاذ الزعبي ابن عمه معه بالفرقة، وبعد أن أجرى تسويات على يد الفرقة الرابعة التابعة للنظام، بدأوا العمل مع تنظيم “داعش” والتنسيق مع الخلايا النائمة التابعة له.
والسبت الماضي، قامت قوات النظام السوري متمثلة بـ “الفرقة الرابعة” بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مدينة درعا انطلاقاً من الريف الغربي، ومنعت المدنيين من المرور، كما احتجزت عشرات العائلات من البدو ضمن خيامهم.
وأشار مراسلنا، إلى أن قوات النظام السوري عززت مواقعها العسكرية بعتاد ثقيل كالدبابات والمدرعات التي تقل عشرات العناصر، وانتشرت على الطرق الرئيسية بحجة وجود خلايا لتنظيم داعش.
واستقدم النظام السوري مئات العناصر الذين تجمعوا في معسكر يسمى “666” تمهيداً لنشرهم على محاور مدينة درعا وريفها الغربي.
وبحسب أحد العسكريين العاملين مع صفوف “الفرقة الرابعة”، فإن الهدف الأول هو السيطرة على ريف درعا الغربي، ومن ثم الريف الجنوبي، وصولاً إلى الريف الشرقي، وبذلك يكون النظام السوري قد أحكم سيطرته كلياً على الحدود السورية الأردنية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، توصلت اللجنة المركزية بريف درعا الغربي، إلى اتفاق مع قوات النظام السوري، يقضي بإعادة تفعيل عمل مخفر مدينة “طفس”، وذلك بالتزامن مع عقد تسويات لبعض القادة العسكريين الذين كانوا يتبعون لتنظيم “داعش”، ضمن شروط تم الاتفاق عليها بين ممثلي النظام وهؤلاء القادة العسكريين.
وقال مراسلنا في درعا، إن “اتفاقا تم بين اللجنة المركزية في الريف الغربي و قوات النظام السوري، على عودة تفعيل مخفر مدينة طفس شمال مركز المدينة”.
وأضاف أن “هذا الاتفاق تم بالتزامن مع تسوية أوضاع عدد من القياديين الذين يوصفون بأنهم يمثلون تنظيم داعش في الجنوب بشكل سري وبعضهم بشكل علني”.
وطالب الأشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم، وحسب مصادر خاصة، بإخراج معتقلين يتبعون لهم من أفرع النظام الأمنية، وكان رد ممثلي النظام واضحا، بأنه “مقابل كل عملية اغتيال وفوضى أمنية في الجنوب وخاصة في مدينة طفس والريف الغربي سنخرج لكم سجينا يهمكم أمره”.