تواصل “قوات سوريا الديمقراطية” حصارها للمربع الأمني وسط مدينة الحسكة شرقي سوريا لليوم العشرين على التوالي، وذلك بهدف الضغط على قوات النظام السوري لتحصيل أكبر قدر من المكاسب على الأرض.
في حين تواصل قوات النظام التمسك بوجودها في المنطقة، وذلك بعد تدخل الحليف الروسي عن طريق التوسط بين الطرفين لإيقاف هذا الحصار، دون تقديم النظام أي تنازلات على الأرض لصالح “قسد”.
وتهدف “قسد” إلى فك الحصار عن أحياء (الشيخ المقصود والشهباء والأشرفية) في حلب، والذي فرضته قوات النظام عليها منذ قرابة الشهر ومنعت إدخال المواد الغذائية والمحروقات إليها.
في حين شددت قوات “قسد” من حصارها على المربع الأمني في مدينة الحسكة، وذلك بعد قيامها بإغلاق مدخل شارع فلسطين بجانب حديقة القدس بالحواجز الاسمنتية، ومنعت موظفي الدوائر الحكومية التابعة للنظام بالدخول إلى المنطقة.
من جانبها، عمدت قوات النظام في المدينة إلى استخدام المواطنين المدنيين كسلاح في مواجهة قوات “قسد”، وذلك من خلال مسيرة شعبية أقامتها داخل المربع الأمني وبالقرب من القصر العدلي وسط المدينة.
حيث دفعت بالمشاركين في المسيرة إلى محاولة فك الحصار عن طريق إزالة الحواجز، إلا أن قوات “قسد” واجهت هذه الخطوة بإطلاق كثيف للرصاص الحي على المتظاهرين دون تسجيل أي إصابات.
وفي السياق نفت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري الأنباء التي تحدثت عن خروج محافظ الحسكة التابع للنظام، العميد “غسان خليل” برفقة عدد من الضباط إلى خارج المدينة وتوجههم إلى دمشق، إذ ظهر “خليل” برفقة عدد من المسؤولين في المحافظة داخل المربع الأمني، حيث أشار إلى وجود “وساطة روسية لحل المشكلة” وذلك بحسب تصريحاته لوسائل إعلام النظام.
ونفى”خليل” وجود أي حصار تفرضه قوات النظام على المدنيين في تل رفعت والشيخ مقصود في ريف حلب، بينما نبه إلى أن “قسد” تسعى إلى إيصال المحروقات إلى من “يحارب الدولة السورية” على حد تعبيره.
في حين أشارت مصادر محلية إلى استقدام النظام تعزيزات عسكرية من عناصر الميليشيات الإيرانية إلى مطار القامشلي، ليتم نقلهم إلى المربع الأمني وسط الحسكة لاحقا، إذ يحاول النظام الاستعداد عسكريا لأي مواجهة عسكرية محتملة ضد قوات “قسد” في المنطقة، في حين تحاول روسيا لعب دور الوسيط بين الطرفين لحل المشكلة عن طريق الحوار.
وأفادت مصادر محلية عن قيام القوات الأمريكية بإدخال رتل عسكري جديد عبر معبر الوليد الحدودي بين العراق وسوريا، حيث توجه هذا الرتل إلى مدينة “المالكية”شمال شرق مدينة الحسكة.
وقالت المصادر إن “الرتل العسكري الذي أدخلته القوات الأمريكية، يضم عددا من الشاحنات التي تحمل معدات عسكرية ولوجستية، بالإضافة إلى ناقلات جنود مصفحة وبعض الآليات العسكرية”.
في حين أشارت هذه المصادر إلى قيام القوات الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها بالقرب من “تل علو”شمال غرب بلدة “اليعربية” على الحدود السورية العراقية.
يشار إلى أن التوتر بين قوات “قسد” وقوات النظام بدأ بعد قيام عناصر من قوات “قسد” باعتقال عدد من عناصر المخابرات الجوية التابعة للنظام، لتقوم بدورها ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام باعتقال ثلاث عناصر من “قسد”.
ويشار أيضا إلى أن مناطق سيطرة “قسد” والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام وميليشياتها في محافظة الحسكة وغيرها من المناطق شرقي سوريا، تشهد فلتانا أمنيا وتسلطا واضحا للمجموعات والعناصر التابعة لتلك الأطراف، الأمر الذي أدى لازدياد عمليات الاغتيال والتفجيرات وعمليات الخطف والاعتقال التعسفي.