وجهت مجموعة الأزمات الدولية التي أسست في بروكسل عام 1995، الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة النظر في تصنيف “هيئة تحرير الشام” كياناً إرهابياً.
وقالت “المجموعة”، إن “التسمية الإرهابية التي لصقت بأقوى جماعة متمردة في إدلب، تقوّض وقفا حاسما لإطلاق النار وتغلق المسارات المحتملة لتجنب مواجهة عسكرية وتعكس فجوة في السياسة الغربية”.
كما تحدثت عن التغييرات التي مرت بها هيئة تحرير الشام، كانفصالها عن تنظيم القاعدة وسعيها للدخول إلى مجال المشاركة السياسية في مستقبل سوريا، مشيرةً إلى أنه “يجب أن تفتح الفرص لتجنب تجدد العنف في المنطقة”.
واعتبرت “المجموعة الدولية” أن “استمرار وضع الهيئة منظمة إرهابية، يمثل عقبة رئيسية وله تأثير على الدعم الغربي لتوفير الخدمات الأساسية في إدلب، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية”.
وتعليقا على ذلك، قال “مهند حافظ أوغلو” المختص بالشأن السوري والتركي، إن “هذه الدعوات الأوربية تتغير وتتلون حسب مصالحها، ولا يمكن أن يوجد حل حقيقي للأزمة السورية إلا من خلال توحيد الصفوف في المعارضة السورية والتي وبلا شك أنها(أي المعارضة) سبب ضمن مجموعة أسباب في عدم تقدم مسار الثورة السورية بسبب أجنداتها الخاصة، والذي يدفع الثمن الباهظ هو الشعب السوري”.
وذكر في تصريح خاص لمنصة SY24، أن “الغرب كان يتهم تركيا بأنها لا تقف في وجه هيئة تحرير الشام وأن أنقره تدعمها، وبالتالي هي تدعم الجماعات الإرهابية، الآن وبسبب عوامل متعددة يطالب الأوربيون واشنطن أن تنزع عن الهيئة الوصف الإرهابي”، معتبراً أن “هذه السياسات سوف تعمق الأزمة في سوريا ولن تكون سببا لإيجاد خارطة طريق نحو الحل، ويبدو أن الدول العميقة لا تريد إيجاد حل للأزمة السورية بسبب مصالح متنوعة من جهة و لتكون تلك الأزمة مستمرة في قض مضجع تركيا أمنياً”.
وتأتي تلك الدعوات، عقب الظهور الأخير لقائد الهيئة “أبو محمد الجولاني” مع الصحفي الأمريكي “مارتن سميث” في إدلب.
وكان الصحفي، نشر عبر حسابه في “تويتر” صورة له مع الجولاني، الثلاثاء الماضي، وقال: “عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت 3 أيام، التقيت فيها بمؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 أيلول وعن القاعدة وعن أمريكا”.
وأثار ظهور “الجولاني” مع الصحفي الأمريكي، ردود فعل مختلفة، بسبب ارتداء الأول بدلة رسمية، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها عبّر وسائل الإعلام بهذا الشكل.
وفي منتصف عام 2016، أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني فك الارتباط بتنظيم القاعدة، والانتقال للعمل تحت مسمى “جبهة فتح الشام”، قبل تشكيل “هيئة تحرير الشام” من عدة فصائل عسكرية عام 2017.