من قلب الغوطة الشرقية .. مدنيون محاصرون يوجهون رسائلهم للعالم أجمع

Facebook
WhatsApp
Telegram
الغوطة الشرقية

أحمد زكريا - SY24

يواصل النظام وروسيا هجومهما الوحشي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بكافة أنواع الأسلحة حتى المحرمة منها دوليًا، ليكون العنوان الأبرز لما يجري في تلك الرقعة الجغرافية الصغيرة” قتلٌ وحصار.. جوعٌ ودمار”.

نحو 400 ألف إنسان ما بين رجل وطفل وامرأة محاصرون في داخل الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام، التي تتخذ من سياسة الأرض المحروقة قوةً لها ومن سياسة الجوع أو الركوع منهجًا لإخضاع المدنيين وارغامهم على الرضوخ لها.

الهجمة الممنهجة على الغوطة الشرقية دفعت المئات من المدنيين المحاصرين للفرار من “ملجأ” لآخر ومن “قبو ” سكني لمثله، علّه يحميهم من الصواريخ والبراميل المتفجرة وقنابل الفوسفور والنابالم الحارق.

تلك المأساة السورية التي بطلتها “الغوطة الشرقية” دفعت بعدد من القاطنين المحاصرين داخلها لإرسال رسائل للعالم أجمع عبر “موقع سوريا24” على أمل أن تلتفت الانتباه لمعاناتهم قدر الإمكان.

“نيفين حوتري” إحدى النساء المحاصرات داخل “قبو” يفتقر لأبسط مقومات الحياة، وجهت رسالًة للعالم أجمع قالت فيها: “المدنيون في خطر ومصيرهم بيد نظام مجرم في ظل صمت وعجز من المجتمع الدولي”.

فيما وجه الناشط الإعلامي “عبيدة الدوماني” رسالة قال فيها: “أنقذوا الغوطة وأهلها فالغوطة تتعرض بشكل يومي لإبادة جماعية وقصف بجميع أنواع الأسلحة والطيران الحربي والمروحي ويستمر المجرم الأسد بارتكاب المجازر بحق مدنيي الغوطة وأطفالها”.

أما “أبو ماهر صالح” والملقب “بلبل الغوطة الشرقية” فكانت رسالته موجهة إلى الدول التي تدعي صداقة الشعب السوري قال فيها: “على الدول التي ادعت صداقتنا وصداقة الشعب السوري والمناصرة للثورة أن تعتذر لأنها لم تقم بأي شيء يخفف عنا، وأن يعتذروا من الشعب الذي طالما أعطوه وعود كاذبة، وأن يطردوا معارضة الفنادق من أراضيهم وألا يتكلموا باسم شعب خذلوه وعميت أبصارهم عما حصل به من قتل وتشريد وتهجير”.

بدوره طالب “أكرم أبو الفوز” الذي يرسم على قذائف الموت من قلب الحصار، عَبرَ رسالته بإيقاف القتل وفك الحصار وجاء في رسالته: “نريد إيقاف نزيف الدماء فوراً وفك الحصار وإخراج الحالات المرضية الحرجة للمعالجة خارج الغوطة، نريد من العالم أجمع أن يعتبروننا أصحاب حق و يعاملوننا بحقوقنا كبشر، نريد لأطفالنا أن يخرجوا من ظلمات الأقبية إلى النور، نريد فقط ألا يتم قصف الكوادر الإسعافية حين انتشالها جثثنا من تحت الأنقاض نريد.. نريد.. نريد”.

إلى ذلك وصف الناشط الإعلامي “وسيم الخطيب” كل الصامتين عما يجري في الغوطة الشرقية بأنهم شركاء الأسد في الجريمة وقال: “لا أعتقد أن هناك كلمات تُعبر عما يجري في جغرافية الغوطة الشرقية منذ 29 يوماً متتالية، رسالتي لهذا العالم أننا لا نحتاج قلقكم ولا يهمنا انصياعكم للإملاءات الدولية، يهمنا أننا عَلمنا أنكم شركاء بالجريمة ومباركين للأسد وموسكو وطهران بقتل الشعب السوري وتحديداً في الغوطة الشرقية، نحتاج أن تراجعوا أنفسكم وإنسانيتكم التي باتت في سبات منذ عقود، نحتاج أن تتكلموا لإيقاف القتل ووقف الجوع وفتح المعابر، لا تهجيرنا من أرضنا التي لن نتخلى عنها مهما تكتلت من حولنا الخيانات وتداولت الصحف أننا أُنهِكنا، نحن مستمرون وباقون حتى النهاية”.

أما الناشط الإعلامي “قيس الحسن” فقال: “تعاقبت قوات النظام بكافة تشكيلتها مدعومةً بقوى أجنبية لتقتل شعبًا محاصرًا معتبرةً نفسها أنها الحكومة الشرعية له، لكن المتغير في الأمر أن الوجهة هذه المرة هي الغوطة الشرقية حيث جمع الأسد كافة حيواناته لاقتحام الغوطة وهذا ما يظهر لعوام الناس، إلا أن الواقع يبقى مختلفًا، فمن مرغ الثوار رأسهم بالتراب كانوا من خيرة قوات الأسد فليس النمر بأفضل من سيده ماهر الأسد صاحب الفرقة الرابعة والتي نعت أكثر جنودها على أسوار الغوطة”.

وتابع في رسالته: “الحملة التي يشنها النظام هي آخر ورقة وهي حرق الغوطة بشعبها، وبالمقابل الصمود الأسطوري للمقاتلين والكوادر الطبية وذوي الخوذ البيضاء يوازي هذا صمودًا أسطوريًا من شعب حضن المجاهدين لسبعة أعوام ضحى بها بأغلى ما يملك، فليس لدينا في الغوطة مقاتل ومدني كما يروج النظام ليسهل على نفسه النيل من الغوطة، لدينا فقط مجتمع ثار على جلاد مستبد لم يعرف الرحمة قلبه المظلم”.

وأضاف: “رسالتي إلى العالم كله عذراً إذا أزعجتكم صور أشلائنا فنحن لم نعتاد على تمثيل المسرحيات التي ترسمون سيناريوهاتها، عذرًا إن ازعجتكم صرخات استغاثتنا المدفونة تحت الأنقاض، عذرًا على صمتكم، عذرًا لأننا لم ننتظركم حتى تموت آخر روح فينا كي تقوموا بإنقاذ جثثنا، لم يبقى لدينا مكان ندفن فيه أحبابنا فقد امتلأت أرض الغوطة لأننا نرفض التهجير، سوف نبقى هنا حتى آخر قطرة دم، فتراب بلدي أحن عليّ من الغربة والتهجير”.

في حين حَملت رسالةُ “بيان ريحان” رئيسة مكتب المرأة في المجلس المحلي لمدينة دوما، الكثير من صور التحدي لنظام الأسد والكثير من صور الاستهزاء بالدول التي لم تفعل أي شيء لإنقاذ الغوطة، وقالت: “لنروي القصة منذ البداية، حيث بدأت الثورة، وبدأت معها أحلام مشروعة لحياة تشبه الحياة، ولننفي عن أنفسنا صفة التخلف والجهل التي وسمنا بها الأسد منذ استولى على سوريا، رقصنا على موتنا، حولنا عنف النظام لأغانٍ وموسيقى، أخفينا صور رجالنا، وأظهرنا صور نسائنا وأطفالنا لنحرك مشاعر الغرب البارد، فتحنا صدورنا لموت قاسٍ لنقول إننا سلميون، حملنا الورود وأغصان الغار والزيتون، تحولنا لدراسات، حلقاتِ بحثٍ، ورسائلَ تخرّجٍ لطلاب الماجستير والدكتوراه، صور أطفالنا تأخذ جوائز عالمية، والأطفال موتى، أصبحت خيم النازحين مادة إعلامية دسمة خصوصاً إذا ترافقت مع الثلج والوحل، شهداء تعذيبٍ في أقبية عفنة باتوا بكتبٍ مترجمة”.

وتابعت قائلة: “بعد كل هذا الإرهاب الممنهج يبقى الأسد على عرشه يفعل ويفتعل، ويعيد تصدير نفسه كـ حامٍ أبديٍّ لما يسمى ديمقراطية وتحضّر. لأن الغرب يراه وراء طاولته، أمامه كمبيوتر ماكنتوش، خلفية سطح المكتب ورود وأزهار وهو يبتسم لمصوره تلك الابتسامة الحمقاء الحاقدة، كل هذا الدمار في الروح والحجر، كل هذه الدماء، كل هذا السلاح العفن، كل هذا البرود، كل هذه المشاعر، كل هذا التعاطف، سينتهي، وسنقف لنقول: شكراً لأنكم شهدتم الإبادة، شكراً لأنكم فعلتم، لا شيء، وعندما تبدأ فصول إبادة جديدة لشعب عتيق آخر، سيشكر هذا الشعب العتيق اللا شيء الذي ستفعلونه”.

مقالات ذات صلة