تواصل “جمعية شهداء مجزرة الشعيطات 2014” الخيرية، والتي أسسها أبناء منطقة “الشعطيات” الواقعة في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، جهودها في تقديم الدعم للأهالي في المنطقة، والذين ارتكب تنظيم “داعش” مجزرة بحقهم راح ضحيتها المئات من أبناء المنطقة، أثناء سيطرته على المنطقة في العام 2014.
وقال مدير الجمعية “علي العامر” لمنصة SY24، إن “الهدف الأول من إنشاء هذه الجمعية هو تقديم الدعم إلى عوائل شهداء المنطقة الذين قضوا على يد تنظيم داعش”.
وأضاف “العامر” أنه “بدأنا العمل على هذه الجمعية منذ دحر تنظيم وداعش، وأعلنا عن انطلاق العمل في الجمعية في تاريخ 5 كانون الثاني/يناير 2020”.
وأشار “العامر” إلى أن “الجمعية لا تتلقى أي دعم مستمر من أي جهة محلية أو إقليمية، وأن أبناء المنطقة في الداخل وأبناء الشعيطات المقيمين في الخارج وخصوصا دول الخليج، هم من يقومون بتمويل نشاطات هذه الجمعية”.
وتعمل الجمعية الخيرية على توثيق أسماء قتلى “مجزرة الشعطيات” لدى المنظمات الدولية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى نقل رفات القتلى من المقابر الجماعية التي دفنهم فيها “داعش” إلى مقابر الأهالي في المنطقة.
في حين يعمل المتطوعون في الجمعية على مساعدة عوائل قتلى “الشعيطات”، وذلك من خلال تقديم سلات غذائية لهم بشكل شهري، بالإضافة إلى توزيع مادة الخبز على شكل بطاقات شهرية.
بينما عمدت الجمعية على إنشاء روضة أطفال خاصة بأبناء قتلى “الشعطيات”، حيث يقوم المدرسون بتقديم دروس بالمناهج الدراسية، بالإضافة إلى نشاطات ترفيهية من خلال حديقة ألعاب تم إنشاؤها في باحة الجمعية.
وبالتزامن مع تلك التطورات، أفادت مصادر محلية من المنطقة بقيام قوات “قسد” بمداهمة مقر الجمعية ومصادرة حوالي 250 حصة غذائية كانت مقدمة من منظمة (الإحسان الخيرية).
وتأتي هذه الخطوة بعد عدة مضايقات قامت بها قوات “قسد” ضد “جمعية شهداء مجزرة الشعيطات”، شملت “محاولات لإغلاق الجمعية والاستيلاء على الحصص الإغاثية” بحسب مدير الجمعية.
وقال “العامر” أيضا إنه ” تم اعتقالي من قبل قوات قسد وذلك بعد مداهمة منزلي، حيث قام العناصر بتكسير أثاث المنزل وسرقة مبلغ مالي يعود معظمه للجمعية”.
وشهدت منطقة “الشعطيات” في الآونة السابقة عدة مظاهرات ضد سياسات قوات “قسد” تجاه أبناء المنطقة، في حين نفذ المعلمون لدى لجنة التربية والتعليم التابعة لـ “قسد”، إضرابا عن العمل، تنديدا بما أسموه “القرار الجائر من الإدارة الذاتية بشأن التجنيد الإجباري”.
في حين شهدت المنطقة حملة اعتقالات للنشطاء كان آخرها اعتقال الناشط “علي الصالح” من داخل مشفى بلدة “هجين”، بعد محاولته شرح صورة الوضع الصحي لمسؤولي التحالف الدولي الذين كانوا في زيارة للمشفى.
يذكر أن تنظيم داعش ارتكب مجزرة مروعة بحق أبناء منطقة “الشعيطات” خلال فترة سيطرته على المنطقة في 2014، حيث ذهب ضحيتها المئات من الشباب والأطفال على يد عناصر داعش وتم دفنهم في مقابر جماعية.