أنشأت الميليشيات الأجنبية نقاطاً طبية ومراكز صحية خاصة بها، في إطار مساعي “الحرس الثوري الإيراني” لتوسيع مناطق نفوذه في دير الزور، عقب انسحاب تنظيم داعش من المحافظة في نهاية عام 2017.
وتشرف كوادر طبية إيرانية على عمل تلك النقاط والمراكز الصحية، ويقدم “الحرس الإيراني” الدعم المالي لها، إلا أن بعض المراكز يتواجد فيها الممرضين والأطباء السوريين ممن اعتنقوا “المذهب الشيعي” بعد سيطرة إيران على شرقي دير الزور.
وذكرت مصادر محلية، أن “هذه المشافي مخصصة لاستقبال المرضى من عناصر الميليشيات الإيرانية وعائلاتهم، وتقدم لهم العلاج بالمجان، بينما لا يسمح لتلك بأي شكل من الأشكال معالجة المدنيين وعناصر جيش النظام السوري، إلا في دفع كلفة العلاج مسبقاً”.
وأشارت المصادر إلى أن “ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قامت بتجهيز هذه المشافي بأفضل الأجهزة الطبية، حيث قامت بإدخالها إلى المنطقة عن طريق معبر البوكمال البري الواقع على الحدود السورية العراقية”.
وأكدت أن “ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، أرسلت كوادر طبية إيرانية وأفغانية إلى المنطقة للعمل في هذه المشافي، التي تخضع لحراسة مشددة من قبل عناصر الميليشيات التابعة إلى إيران”.
وحصلت منصة SY24 على صور ومعلومات خاصة عن أحد الكوادر الإيرانية العاملة في مشفى “الشفاء” الإيراني في مدينة “العشارة” الواقعة في ريف دير الزور الشرقي.
وتفيد المعلومات الخاصة، أن “الطبيب الإيراني أميد جعفري، وصل إلى مدينة العشارة في منتصف عام 2020 الماضي، وذلك عن طريق معبر البوكمال الحدودي البري، الذي يصل بين سوريا العراق”.
وقالت مصادرنا، إن “جعفري من مواليد العاصمة الإيرانية طهران، التي درس فيها حتى نهاية المرحلة الثانوية، لينتقل بعدها إلى العاصمة الأفغانية، ويتابع تعليمه في كلية العلوم الطبية في كابول”.
وأكدت المصادر المقربة من الطبيب الإيراني، أنه “لعب دوراً بارزاً في تجنيد عشرات الأشخاص من أجل العمل لصالح إيران، وذلك أثناء دراسته في كلية العلوم بكابول”.
وعمل “جعفري” على تجنيد عدد كبير وضمهم لصفوف ميليشيا “فاطميون”، بالإضافة إلى دوره في تجنيد الممرضين والأطباء السوريين للعمل في المشافي الإيرانية شرقي دير الزور، مقابل رواتب شهرية كبيرة.
ووفقاً لمصادرنا الخاصة، فإن “الطبيب يتنقل بين سوريا وإيران بشكل مستمر، كما يذهب شهرياً إلى أفغانستان كونه يواصل دراسته للحصول على ماجستير في الجراحة”.
وشارك “جعفري” مع بعض الكوادر الطبية الإيرانية، في عدد من المعارك التي شاركت فيها ميليشيات “الحرس الإيراني” ضد تنظيم “داعش” في البادية السورية، كما شارك إلى جانب الميليشيات في العمليات العسكرية التي شهدها الشمال السوري عام 2019.
وأظهرت صور خاصة حصلت عليها منصة SY24، الطبيب “أميد الجعفري” بالزي العسكري الخاص بميليشيا “فاطميون” الأفغانية، التي أسسها المدعو “علي رضا توسلي” في 2014، بتمويل من “الحرس الثوري الإيراني”، وذلك بهدف القتال إلى جانب جيش النظام ضد الشعب السوري.
يذكر أن إيران تهمين على مناطق واسعة في سوريا، وتفرض ميليشياتها السيطرة المطلقة على أجزاء واسعة في محافظات “حلب – دير الزور – دمشق – درعا”، والتي تقيم فيها عدداً كبيراً من المقرات الأمنية والعسكرية ومستودعات الأسلحة والصواريخ.