هاجمت القوات الأمريكية، الجمعة 4 شباط/فبراير الجاري، مواقع عسكرية تتحصن داخلها الميليشيات التابعة لـ “الحرس الثوري” في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقال مراسلنا، إن “طائرات حربية نفذت بعد منتصف الليل، عدة ضربات جوية على قاعدة الإمام علي في ريف دير الزور الشرقي”، مشيراً إلى أن “القاعدة تعتبر من أضخم المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية في المنطقة الشرقية”.
ووفقاً لمراسلنا، فإن “الميليشيات الإيرانية قامت بإخلاء المقرات الرئيسية من مدينة البوكمال باتجاه الحدود العراقية، إضافةً إلى سحب عدد كبير من الآليات العسكرية”.
وأكد ناشطون، أن “الضربات الجوية استهدفت عدة شاحنات تابعة للميلشيات الإيرانية عقب دخولها إلى قاعدة الإمام علي، قادمة من مدينة البوكمال”.
في حين، اعترفت بعض الصفحات الموالية الميليشيات العراقية المدعومة من قبل إيران، بمقتل وإصابة العديد من العناصر جراء القصف الجوي على محيط مدينة البوكمال السورية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن “مقاتلاتها شنت غارات على مواقع عسكرية تستخدمها مجموعات مسلحة مدعومة من إيران في شرق سوريا”.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون “جيمس كيربي”، إلى أن “الغارات جاءت بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن، ردا على الهجمات الأخيرة ضد جنود من الولايات المتحدة والتحالف في العراق”.
وأوضح “كيربي”، أن الضربات نفذت بشكل محسوب بغية عدم تصعيد الوضع في شرق سوريا وفي العراق، مؤكداً أن “الضربات دمرت منشآت عدة في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها تلك المجموعات، ومن بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء”.
وفِي 8 كانون الثاني الماضي، قامت الميليشيات الإيرانية بسحب عدد كبير من آلياتها العسكرية واللوجستية من قاعدة “الإمام علي”، بناء على قرار صدر من “الحاج عسكر” قائد المليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال.
وكانت ميليشيات إيران قد أنشأت قاعدة “الإمام علي” في البوكمال عقب انسحاب تنظيم “داعش” من المنطقة عام 2017، وتضم القاعدة عدداً كبيراً من المقاتلين، بينهم منتسبين محليين لميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
ومطلع عام 2020 نفذت القوات الأمريكية عملية أمنية قُتل على إثرها الإيراني “قاسم سليماني” زعيم ميليشيا “فيلق القدس”، المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب بحق السوريّين خلال مشاركتها إلى جانب النظام في حربها ضد الشعب السوري.
وبين الحين والآخر تتعرض المواقع التي تتحصن داخلها الميليشيات الإيرانية في سوريا، لقصف عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي والطائرات الحربية، وفي 15 شباط الحالي، نفذت طائرات إسرائيلية عدة غارات جوية على مقر قيادة الفرقة الأولى في منطقة الكسوة، ومقرات تابعة للفرقة الرابعة بالقرب من بلدة دمر، إضافة إلى قاعدة صاروخية تقع على أطراف منطقة البجاع في ريف دمشق.
وأكد مراسلنا، أن “الضربات الجوية التي طالت مواقع عسكرية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص، ولكن لم يتم الكشف عن هويتهم حتى الآن”.
وفي 3 شباط الجاري، شن سلاح الجو الإسرائيلي عدة غارات جوية على مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في محيط دمشق وريفها بعدة غارات، تركزت إحداها على الفوج 165 الذي يتبع للفرقة الأولى بمحيط مدينة الكسوة بريف دمشق، واستهدفت أيضا الغارات محيط البحوث العلمية بمنطقة جمرايا، وأحد مقرات الحرس الثوري الإيراني في محيط مطار دمشق الدولي.
كما تم استهداف جبل المانع بغارة جوية، إضافة إلى استهداف شاحنة عسكرية تضم أسلحة وذخائر كانت متوجه للمطار، الأمر الذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص كانوا بداخلها، وإصابة اثنين آخرين وتدمير الشاحنة بالذخيرة الموجودة داخلها، بحسب مراسلنا.
والثلاثاء الماضي، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، تهديدا شديد اللهجة لإيران، متوعدا بأن إسرائيل لن تتساهل مع التموضع العسكري الإيراني في سوريا.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مطلع عام 2021 الجاري، عن حصيلة كبيرة للغارات والضربات التي نفذها ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة له في سوريا خلال عام 2020.