لا تقتصر آثار الحرب على البنية المادية في الأبنية والمنشآت الحيوية فحسب، وإنما طالت كل مفاصل الحياة، لا سيما الآثار النفسية المرهقة لدى آلاف المدنيين، فكانت مراكز الدعم النفسي وليدة هذه المعاناة، كما في مركز “دفا” الذي يختص بأنشطة الدعم النفسي والتعليم للفتيات في بلدة إحسم بريف إدلب الجنوبي.
وجدت الكثير من الفتيات من مركز “دفا” المتنفس الوحيد لهن، لتعويضهن عما خسرنه خلال سنوات الثورة من حقوقهن في التعليم والحياة المستقرة، فيما تشرح السيدة “إنصاف فضل” مديرة المركز في حديثها لـ SY24 قائلةً: “المركز مهتم بالشريحة العمرية للفتيات من سن 14 حتى 18 عاماً، كونهن الجيل الناشئ، وأثرت الحرب بشكل مباشر عليهن”.
وأضافت السيدة إنصاف: “لدينا 3 فئات عمرية، وكل فئة نتعامل معها على حدى، لكن بشكل عام جميع الفتيات يخضعن لأنشطة الدعم النفسي من خلال الندوات التوعوية ومعالجة آثار الحرب، ومعالجة المشاكل النفسية المتراكمة، من خلال مرشدة نفسية تنظم جلسات متواصلة مع الفتيات لتعالج حالاتهن سواءً “اكتئاب، صدمة نفسية.. الخ”.
وأشارت إلى أن الفتيات يخضعن لنظام تعليمي ودروس منظمة منها دروس اللغة العربية والإنكليزية وغيرها، كما يقدم المركز العديد من المحاضرات التوعوية للفتيات بحسب كل فئة وما يتناسب معها.
الجدير بالذكر أن المركز يستوعب 130 فتاة تقريباً، يخضعن للتدريبات بمختلف أنواعها بالمجان ودون أي مقابل، كخطوةٍ للحد من المشاكل النفسية والعمل على تأهيلهن منذ نشوئهن ولإعادة الثقة لديهن من أجل مزاولة حياتهن الطبيعية.
[foogallery id=”6580″]
