بدأت المخيمات العشوائية بالظهور لأول مرة في ريف مدينة الرقة، وذلك بعد عام 2013، حيث اضطر عدد كبير من أهالي ريفي حماه وحمص للجوء إلى ريف المدينة التي اعتبرتها الملجأ الآمن لها من بطش قوات النظام السوري.
وبحسب إحصائيات للجنة الشؤون الاجتماعية التابعة لمجلس الرقة المدني، فإن قرابة 30 ألف شخص يعيشون في هذه المخيمات التي يصل عددها إلى قرابة 40 مخيم موزعين على أرياف مدينة الرقة.
حيث تعاني هذه المخيمات ظروفاً معيشية صعبة في ظل عدم توفير الدعم المناسب لها من المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة، بالإضافة إلى الإهمال الكبير الذي يعانون منه من قبل الإدارة الذاتية.
وتفتقر هذه المخيمات إلى الخدمات الأساسية التي يحتاجها الأهالي من توفير الرعاية الصحية والأدوية الضرورية لهم، بالإضافة إلى غياب الصرف الصحي ومشاكل تلوث المياه، والتي تؤدي إلى حدوث أمراض مزمنة بين سكان المخيم مثل (الإسهال واللشمانيا).
بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأطفال في هذه المخيمات، بسبب عدم قدرة الأهالي على إرسال أبنائهم إلى المدارس، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانون منه وعدم قدرتهم على شراء الدفاتر والأدوات المدرسية.
في حين يعمد أهالي المخيمات العشوائية لإرسال أبنائهم للعمل في الحقول والمزارع المحيطة بهم في ريف الرقة، وذلك بأجر يومي زهيد يصل إلى 1500 ليرة سورية، من أجل تأمين مردود إضافي لهم يستطيعون من خلاله سد بعض احتياجاتهم اليومية.
وفي السياق ذكرت مصادر محلية، من أحد المخيمات العشوائية التي يقطنها نازحون من ريف مدينة حمص إلى أن المخيم يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حيث يعاني الأهالي من صعوبة كبيرة في تأمين مادة الخبز.
ونقلت المصادر عن إحدى النازحات في مخيم “الأسدية” الواقع في ريف الرقة الشمالي، قولها: “أنهم يضطرون إلى إرسال أطفالهم للبحث في القمامة، وذلك من أجل تأمين ما يسد رمقهم”، على حد قولها.
واشتكى أهالي المخيم من عدم قيام المنظمات الإغاثية بتأمين الدعم المناسب لهم من المواد الغذائية والخيام، مما دفع بعض النساء إلى صنع سواتر خشبية حلت محل الخيام، في ظل حالة الطقس المتقلبة التي تشهدها المنطقة في هذه الأوقات من العام.
بينما بررت الإدارة الذاتية سوء الأوضاع المعيشية لقاطني المخيمات العشوائية في ريف الرقة “بالإمكانيات المحدودة الموجودة لديها”، وعدم قدرتها على تأمين المتطلبات الضرورية لهم من نقاط صحية ومدارس وغيرها.