أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أنه مع دخول الصراع السوري عقده الثاني، أصبحت الحياة اليومية لـ 5.6 مليون لاجئ ممن يعيشون في البلدان المجاورة في المنطقة أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، بعنوان “بعد عقد من الزمان اللاجئون السوريون يغرقون في حرب صامتة من أجل البقاء”، اطلعت منصة SY24 على تفاصيله، أن العائلات السورية تعيش في أكبر أزمة لجوء في العالم.
وأشارت إلى أن مستوى الفقر وانعدام الأمن الغذائي آخذ في الارتفاع، إضافة إلى أن نسبة الالتحاق بالمدارس والحصول على الرعاية الصحية في تناقص، فيما قضت جائحة فيروس كورونا على الكثير من فرص العمل غير المنتظم الذي يعتمد عليه اللاجئون.
وتطرق التقرير إلى أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، مبينا أن الأزمة المالية في لبنان تسببت في انخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الأساسية اليومية.
وأضافت أنه إلى جانب الآثار الاقتصادية الهائلة لوباء فيروس كورونا، فقد أدى ذلك إلى تضاعف نسبة اللاجئين السوريين في البلاد الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع، إلى ما يقرب من 90% بحلول نهاية عام 2020.
وأكدت أن كل ذلك ما هو إلا جزء من نمط أوسع من مشاكل الصحة النفسية المتزايدة في صفوف اللاجئين السوريين، والناجمة عن النزوح المطول والوباء وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفتت الانتباه إلى أنه في أواخر عام 2020، أفاد مركز اتصال في لبنان تديره المفوضية، عن زيادة في عدد المكالمات التي يتم تلقيها من اللاجئين الذين يفكرون في القدوم على الانتحار وإيذاء أنفسهم.
وتابعت أن الأزمة التي طال أمدها تسببت في أضرار جسيمة بالنسبة للفئات الضعيفة مثل الأطفال أكثر من غيرهم، والذين يشكلون ما يقرب من نصف إجمالي عدد اللاجئين السوريين، إضافة إلى كبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة والنساء والأمهات العازبات.
ودعت المفوضية إلى ضرورة التكاتف لمساعدة اللاجئين السوريين، مؤكدة أن هناك حاجة لدعم مالي متجدد وطويل الأجل من المجتمع الدولي للتخفيف من الآثار الاقتصادية المترتبة على وباء فيروس كورونا، ووقف التدهور الذي يطال مستويات المعيشة.
وبيّنت أنه في العام الماضي، لم يتم توفير سوى حوالي نصف إجمالي التمويل المطلوب من قبل منظمات الإغاثة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السوريين ومضيفيهم، وهو أدنى مستوى منذ عام 2015.
وختمت تقريرها بالتحذير أنه مع عدم وجود نهاية للأزمة في الأفق، فإن هناك خطر يتمثل في أن يقوض تضاؤل الدعم الدولي، وتدهور الظروف الاقتصادية لملايين اللاجئين والأشخاص من الفئات الضعيفة في المجتمعات المحلية التي تستضيفهم، مما يهدد مستقبل جيل بأكمله.
ورغم الصعوبات والتحديات في دول اللجوء، لكنّ كثيرا من اللاجئين السوريين يرفضون العودة إلى سوريا في ظل الظروف الأمنية والمعيشية والاقتصادية المتردية التي تشهدها.
الجدير ذكره أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن في وقت سابق من العام 2021، أن 60% من سكان سوريا أي ما يعادل أكثر من 12 مليون شخص، يواجهون أسوأ أزمة انعدام تام للغذاء، معربة عن شعورها بالقلق من هذه الأعداد.