يواصل النظام السوري إثارة السخرية حتى لدى الموالين له، مدعيا أنه يضرب بيد من حديد لدعم سعر صرف الليرة ودعم خزينته المنهارة، من خلال ملاحقة الصرافين العاملين بتحويل الأموال بطريقة غير شرعية.
وفي التفاصيل التي وصلت لمنصة SY24، نقلت عدة مصادر متطابقة رواية اخترعها أمن النظام لإيهام الناس أنه استطاع في النهاية القبض على صرّافة تدعى “أم شادي” في مدينة حماة، وتعمل على تحويل الأموال وتصريف الدولارات بطريقة غير قانونية.
وادعت قوات أمن النظام أنها تلقت شكوى من مواطنة حول تعرضها للابتزاز على يد شخص قام بمحادثتها على برنامج الوتس أب وابتزازها بمبالغ مالية، مقابل عدم نشر صور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن المشتكية اعترفت بقيامها سابقاً بتحويل مبلغ خمسة ملايين ليرة سورية له على دفعات عن طريق امرأة تدعى رضية ملقبة “أم شادي”.
وأضافت أنها تمكنت من إلقاء القبض على المتشبه بها “أم شادي” في حي القصور بحماة وتبين أنها تدعى “رضية. ب”، وبالتحقيق معها اعترفت بعملها في تحويل الأموال وتلقي الحوالات المالية الأجنبية بالدولار الأمريكي وتعاملها بغير الليرة السورية بالاشتراك مع زوجها المتواري، كما اعترفت بوجود شركاء يعملون معها بنفس المجال ضمن مدينة حماة وخارجها.
واعترفت “أم شادي” أنها قبضت مبالغ مالية لعدة مرات من المدعية بناءً على طلب شخص متواري، وقامت بحسم المبلغ من الحساب الجاري بينهما دون تسليمه لأحد، كما اعترفت بإقدامها على تصريف مبالغ مالية بالدولار الأمريكي لدى صاحب بقالية في حي القصور.
وأشارت قوات أمن النظام، حسب المصادر، إلى أنه تم إلقاء القبض على صاحب البقالية وعثر في محله على مبلغ مائتان وخمسة وعشرون ألف وثمانمائة ليرة سورية، وعثر في جواله على محادثات تبين قيامه باستلام حوالات مالية من خارج القطر بالدولار الأمريكي.
وأضافت أنه بالتحقيق معه اعترف بإقدامه على تصريف مبالغ مالية بالدولار الأمريكي للمقبوض عليها، وفق سعر الصرف بالسوق السوداء، وقبض حوالات مالية بالدولار الأمريكي من شخص خارج القطر وتسليمها لأشخاص آخرين بناءً على طلبه.وكشفت قوات أمن النظام أنه تم إيداع المبالغ المالية المصادرة لدى مصرف سورية المركزي أصولاً ، ومازالت الأبحاث مستمرة عن المتوارين وسيتم تقديم المقبوض عليهما إلى القضاء المختص، حسب زعمها.
وسخر كثيرون من القصة التي اختلقتها قوات أمن النظام ونشرتها وزارة داخلية النظام على معرفاتها الرسمية، متسائلين عن علاقة الابتزاز بالقبض على “أم شادي” وصحب البقالية، والتركيز على قضية تحويل العملة والدولار ومصادرة الأموال، وتجاهل قضية الابتزاز!.
وأمس الإثنين، اعترف النظام السوري أنه تمكن وعبر فرع الأمن الجنائي التابع له، من مصادرة أكثر من 60 مليون ليرة سورية من عصابة تمتهن التعامل بغير الليرة السورية، وتسليم تلك المبالغ للمصرف المركزي بدمشق، في حين أعرب كثيرون عن غضبهم مشيرين إلى أن هذه الأموال عبارة عن حوالات قادمة للسوريين الذين يواجهون ظروفا اقتصادية سيئة.
وسخر عدد كبير من رواد منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ومن بينهم حتى موالين للنظام من هذه الخطوة لدعم خزينته المنهارة، مشيرين إلى أن المبلغ المصادر الـ 60 مليون، لا يساوي حاليا سوى 15 ألف دولار، معتبرين أن الأمر لا يعتبر إنجاز.
في حين أعرب آخرون عن غضبهم مرجحين أن تكون المبالغ ربما تكون حوالات قادمة من الشباب الذين يعملون في الخارج والذين يرسلونها لدعم أهاليهم في ظل الظروف الصعبة.
وتتزامن تلك المحاولات التي يقوم بها النظام وماكيناته الأمنية، مع الانهيار الكبير بسعر العملة السورية مقابل الدولار، إذ تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ 4400 ليرة للدولار الواحد في دمشق، وسط تفاقم معاناة الناس من أزمة “كورونا” التي تلقي بظلالها على واقع الحياة المعيشية والاقتصادية.