أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية، في تقرير لها أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” حرق البلد بدعم من إيران وروسيا، لافتة إلى أن إيران موجودة من أجل إنشاء هلالها الشيعي ودولا وكيلة لها.
وأضافت، حسب ما وصل لمنصة SY24، أن “الأسد”حرق بلده بمساعدة من روسيا وإيران واستخدم الأسلحة الكيماوية لتحطيم شعبه والبقاء في السلطة.
وأشارت إلى أنه بعد 10 سنوات من “بداية الحرب الأهلية”، فإن الأرقام تتكلم عن نفسها، فمن بين عدد سكان سوريا قبل الحرب، 22 مليون نسمة، شرد نصفهم، منهم 7 ملايين نسمة أصبحوا لاجئين في خارج البلاد. وهناك نصف مليون قتيل وتم هدم أو الإضرار بثلث المباني السورية.
وذكرت أن “أكثر المدن السورية التي تضررت هي الرقة وحلب وحمص والتي تعرضت للقصف، ولا تزال تنتشر فيها الألغام والمفخخات والتي يقول الخبراء إن التخلص منها يحتاج لجيلين”.
وبيّنت أن القتال توقف تقريبا في وقت أصبحت فيه البلاد مقسمة بشكل فعلي، وبرز “الأسد” من الحرب المنتصر الفعلي، فالرجل حرق بلده بمساعدة من روسيا وإيران واستخدم الأسلحة الكيماوية لتحطيم شعبه والبقاء في السلطة، وفق التقرير.
وجاء في التقرير، أن إيران كانت موجودة من أجل دعم “الأسد”، وكجزء من جهودها لإنشاء هلال شيعي ودول وكيلة، تمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف التقرير أنه “نظرا لتجمد محاور النزاع فهناك حالة من الهدوء تستدعي توثيق حالة السلام، لكن انتصار الأسد الفعلي لا يعطيه أي محفز للتنازل كما كان تحت الضغط، وبدون تسوية دولية فلن يكون هناك منظور لإعادة الإعمار ولا جمع المبالغ الفلكية لإعادة بناء دولة قابلة للحياة وذات طبقة متوسطة كما كانت في السابق”.
وذكر التقرير أن “إيران وروسيا وبعض الدول العربية تطالب برفع العقوبات، مع أن بعض الدول العربية المعادية للتأثير الإيراني تعارضها، وعندما يعود السوريون، هذا لو عادوا إلى الأماكن التي بنيت عليها بيوتهم قبل عقد، وما هو المستقبل الذي سيواجهون عندما يصلون ويستمرون الحياة في ظل قوى جاءت من خارج حدودهم”.
وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24، إن “الأسد، نعم حرق البلد ونفذ ما كان قد أعلنه شبيحته منذ بداية ثورة الشعب السوري، ولأن النظام الإيراني المتكئ على سياسة دعم الإرهاب، كسياسة دائمة له، فقد توافق مع الروس ونظام الاجرام الأسدي على الاستمرار في المقتلة السورية وتدمير ما يربو عن 65 بالمئة من البنية التحتية السورية، وتهجير نصف الشعب السوري، نازحين أو لاجئين، وقتل ما ينوف عن مليون سوري، حتى باتت إعادة إعمار سورية، وحسب تقديرات أممية تتجاوز كلفتها 450 مليار دولار أميركي”.
وأضاف “هي سياسة تلتقي عليها تصورات الروس والإيرانيين مع الأسد، لإنجاز الهيمنة على مقدرات سورية، وابتزاز الشعب السوري، وإلحاق سورية بالمشروع الفارسي الطائفي للمنطقة، علاوة على تحقيق مصالح الاتحاد الروسي كوريث وحيد للاتحاد السوفياتي السابق”.
وتابع أنه “لعل استمرار القصف والمقتلة اليوم وسط صمت مطبق من (العالم المتحضر)، يأخذنا إلى القول: إن كل صامت على تدمير سورية سيكون شريكًا للقاتل الكيماوي الذي لم توقفه السياسة الأميركية عن ضرب شعبه بالكيماوي، وهو الذي ما يزال طليقًا كمجرم حرب، بعد عشر سنوات من القتل والتدمير”.
وختم قائلاً: إن “هذا يشير إلى سياسة التخلي غير المسؤول عن شعب سورية، وتركه لقمة سائغة للعدوان الروسي الأسدي الإيراني، ناهيك عن حجب ومنع أي سلاح عن السوريين يمكن أن يتمكنوا عبره من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة السلاح الروسي الحديث وطيرانه”.
وقبل أيام، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تقريرا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للثورة السورية، أكدت فيه أن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، أتاح لإيران التحكم في الشؤون الداخلية لسوريا، بما في ذلك نشر “التشيّع”.
يشار إلى أن إيران تحاول أن تسبق الزمن من خلال توقيع العقود التي تمكنها من الاستحواذ على قطاع الاقتصاد والتجارة والمصارف والخدمات، وأيضا وضع يدها على القطاع العام وجعله يتبع لها وتحت إمرتها.